كتبت الأستاذه / بدرية البشر في جريدة الرياض ، التاريخ: الثلاثاء 2004/03/09 م
في حكاية نشرتها رويتر تقول، إن عامل خدمات اجتماعية اختلس من الأموال العامة والمخصصة للمشردين ولاجئي الحروب 130ألف يورو، 163800دولار وابتاع لنفسه سيارة (بي أم دبليو) جديدة، ولأن برلين مدينة لا تمر بطفرة اقتصادية، يثري فيها الرجل بين ليلة وضحاها، يشتري أرضاً مترها بريال، مر بها شارع فارتفع سعر المتر إلى ألف، ولأنهم في برلين لا يملكون قوانين تسمح للمسؤول بأن يفتح مؤسسه باسم أبنائه للتحايل على القانون، ليعمد مؤسسته التجارية كافة التعهدات والصفقات التي تخرج من دائرته، بأسعار مضاعفة، فإن الموظف البرليني انكشف طابقه غير المستور سريعا، لأن المؤسسة تعرف نشاطه، والبنك يراقب وارده وصادره، حسب مبدأ الشفافية تلك الكلمه الهجينة التي يروجها الغرب، بينما هي مفهوم لكشف الحسابات والميزانيات ومراقبة طرق صرف الأموال. تم التحقيق مع الموظف، وأدانته المحكمة بالاختلاس، وحكمت عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ، لكن عليه رد الأموال أولا، واستغرب المتحدث باسم المحكمة - حين وجد قصة الموظف متناقضة تماما عما عرفه ضمن الأساطير الشعبية العالمية، في قصة شهيرة اسمها (روبن هود) ربما لها اصل حقيقي، تعتمد حكاية بطلها لص، لكنه لص محترم، فهو لا يسرق الفقراء والمشردين، ليركب (البي ام دبليو)، بل يسرق الاغنياء فقط، لكي يطعم الفقراء المساكين، وربما تعود هذه القصص إلى عهد، ما قبل المؤسسات الحكومية حيث كان الناس، يطمئنون خواطرهم بأن العدالة دائما تتحقق، ولو على يد اللصوص، لكن المدعي العام قال لنا هذه المرة أن اللص اليوم ليس روبن هود بل نقيضه فهو قد سرق من إعانات لا تغني ولا تسمن من جوع لأناس مشردين ولاجئي حروب، إشارة على ما يبدو إلى أن اللصوص ليسوا هم من يقيم العدل بين الناس إن غاب القانون، بل سيتكاثرون ويتناسلون ولن يردعهم أن من يسرقونه مشرد بائس وفقير، أقول قولي هذا بعد أن انتشرت بيننا قصص كالأساطير وأعني هنا بالعامل الأسطوري (ما لا يمكن تخيله ولا يخطر على قلب بشر) بعض تلك القصص تنشرها بالاسماء والأرقام شبكة الإنترنت في مواقع التشهير ،وبعضها ينتشر في رسائل وصلتني واحدة منها تقص حكاية المسؤول الكبير الذي تخصص في سرقة مؤسسته الحكومية، وأبتلع ميزانيتها عبر مناقصات لا يفوز بها غير مؤسسة ابنه الصغير، بل إنه يساهم في تشريد الموظفين الذين لم تتبن بعد أي من المؤسسات الحكومية صرف إعانات لهم .الموظف الألماني شرح (سر) سهولة تحويل الأموال لحسابه قائلا :لأن لديه سلطة صرف أموال لأفراد تصل إلى 1500يورو، كانت تلك اليوروات إغراء لا يقاوم، بمجرد ضغطة كمبيوتر!!. الله يرحم حاله ماذا سيفعل هذا اللص الألماني لو عرف أن سلطات صرف الأموال المطلقة عندنا في معظم المؤسسات تصل لمئات الملايين، والحارس هو الله !
من يحرس الأموال ؟
العرض الشجري