يتساءل العديد من المزارعين والمهتمين عن سبب غياب بعض الدراسات الهامة والنافعة فيما يخص زراعة النخيل، وانفراد معاهد غربية وباحثون اجانب وان كنا اولى منهم بنخيل بلادنا الا انهم سبقونا الى بحوث ودراسات اكثر عمقاً واهمية من تلك التي نجريها لعل اقربها الدراسة التي اجريت على النخيل المستنبت من (النوى) والذي اظهرت الدراسة التي استمرت سنوات عديدة ان 90% تقريباً ذكور والباقي القليل اناث وان الاناث نادراً ماتأتي لتحمل صفات وخصائص الام والبقية تكون نوعيات رديئة جداً. ووجدوا انها في حالات تكاد تكون قليلة تكون افضل من الأم.
(اجتهادات متوارثة)
وحسب مالدينا هو اجتهادات بعض (العامة) الذين يعلمون من واقع التجربة ان النسبة الكبرى تكون ذكوراً. فلجأوا الى اساليب اعتقد انها غير مجدية في محاولة (تأنيث) النبتة الناتجة عن النواة ومنها طريقة (الخصي) والتي يلجأون الى حفر النبتة في ايام ظهورها الاولى ثم يقومون بنزع بقية النواه التي تلتصق بالجذور. والتي نتج عنها الانبات. وطريقة اخرى تبذر فيها النواة داخل البلح او التمر ويعتقدون انها تتطعم من نسيج الثمرة فتكون انثى. اما الطريقة الثالثة فهو وضع قماش او ليفة نخلة سميكة فوق النبتة عند بداية ظهورها من الارض. معتقدين ان رأس النبتة عندما تكون ذكراً تحترق القماش او الليفة وتندحر الانثى الى داخل الحاجز.
هذه التجارب وان كانت لاتستند على اي اساس علمي الا انها لم تدعم بدراسة تثبتها او تنفيها.
(الاعتماد على النقائل)
من هنا كان الاعتماد على نقائل النخيل. والفسائل التي تضمن صفات الام. والتي يقبل المزارعون على غرسها في مثل هذه الأيام من كل عام، ويأتي اختيارهم لمثل هذه الفترة لاعتدال الاجواء وتوفر امكانية معرفة الصنف من خلال معاينة ثمر الام.
(القصيم أكبر الأسواق)
وتعد اسواق منطقة القصيم من اكبر الاسواق التي تشهد الطلب على نوعيات واصناف ربما تكون الاجود على مستوى انواع النخيل ومن الاصناف التي حظيت بشهرة عالمية اقترن اسماء بعضها باسماء بعض الاسر (القصيمية) التي عرفت اول ماعرفت لديهم او جلبت عن طريقهم وبعضها تكون نبتة عشوائية فاقت النخلة الام وخالفت خصائصها الى الاجود نذكر من ضمن هذه الاصناف:
السكري - الرشودي - نبتة علي - سكرية المذنب - نبتة سيف.
(ازدحام موسمي)
ويمثل هذه الايام من كل عام تزدحم الساحات المخصصة لبيع نقائل وفسائل النخيل في مدن المنطقة وبريدة بالذات بانواع واحجام الفسائل، وتعتمد عملية البيع والشراء على مبادئ الثقة لدى اغلب المشترين من ساحة السوق لانه لايوجد فوارق تثبت ان هذه الفسيلة اقتلعت من ام رشودية - او سكرية وان كان اهل الخبرة باستطاعتهم التميز بين اغلب النخيل ومعرفة الاصناف من خلال الشكل الخارجي (الجريد) ودرجة الاخضرار وتدرج الاشواك. واشياء اخرى لكنها قدرة لايتمتع بها الا القلة من المزارعين الضالعين في التجربة.
ويروي لنا كثير من قليلي الخبرة تعرضهم لعمليات غش اشتروا من خلالها فسائل على اساس انها من الاصناف الجيدة ودفعوا فيها آلاف الريالات. وبعد غرسها والعناية بها لعدة سنوات تصل الى سبع سنوات احياناً ظهرت لهم انها نخيل رديئة او نوعيات ذكور.
(القتل بالمواد البترولية)
وتأتي المشكلة من الدخلاء - ودخول العمالة الاجنبية الى السوق. سواء في التي تباع في السوق او تلك التي تأتي عن طريق السمسرة. يساعدهم على ذلك السنوات التي تمكثها الفسيلة في النمو حتى يعرف من أي صنف هي. فتباع بمبدأ المقولة المأثورة يموت الفرخ - او يموت المشتري - او يموت البائع. وبموت أحدهم تسقط المطالبة.
بعض الباعة يلجأ الى اساليب اكثر (خبثاً) فيعجلون بقتل الفسيلة قبل بيعها يسكب احدهم مادة بترولية في قلب النخلة او يغرس سيخ حديد او مسمار في جوف النخلة حتى لاتعيش ويكتشف امره وهنا يرمي التقصير على طريقة غرس الفسيلة وسقياها وتحمل المسؤولية للمشتري لهذا فان البعض بفضل ان يقصد في الشراء اسماء معروفة في السوق ويحصل على سند ضمان.
(أسعار البيع)
وبدأت في السنوات الاخيرة تتدنى اسعار فسائل النخيل ومنها السلالات المشهورة حتى انخفض سعر فسيلة السكري على سبيل المثال من 1500ريال الى 100ريال من نفس الحجم وبدأ المشتري يبحث عن النقائل وهي النخيل المثمرة وتباع نقيلة السكري حالياً بحدود 700ريال ونبتة علي - والبرحي - والخلاص باسعار تتراوح بين 900- 1500ريال. بينما يباع الفرخ او الفسيلة مابين 150- 250ريالاً مع توقع استمرار الانخفاض عام بعد عام نتيجة الوفرة التي وصلت حد الاغراق.
(النخيل والتربة)
مشكلة نخيل المملكة التي تحتاج ايضاً الى مزيد من البحوث والدراسات للوقوف على الأسباب.. هي ان الصنف مهما كان مشهوراً وذا جودة عالية في تربة واجواء ما.. قد لايعطي نفس الجودة اذا مانقل الى منطقة اخرى تختلف في اجوائها وتربتها. ومنها بعض الاصناف المعروفة والمشهورة في القصيم التي اخفقت في بعض المواقع خارج المنطقة الوسطى فلم تعط نفس الجودة ونفس وفرة الانتاج. خصوصاً في المناطق الساحلية التي برزت فيها اصناف اخرى.
وخلافاً لهذه القاعدة فان صنفاً آخر هو نخيل (الخلاص) الذي كان ناجحاً في الاحساء والمنطقة الشرقية عموماً. ظهر بصورة افضل على اراضي منطقة القصيم.. حتى ان الكيلوغرام من انتاج هذه النخلة المنتج في القصيم يباع بضعف السعر..
يذكر ان ارياف منطقة القصيم بدأت منذ فترة طويلة تعطيش واقتلاع بعضاً من انواع النخيل التي لم تستطع الوقوف امام النوعيات المشهورة والمطلوبة في السوق. من هذه النوعيات التي بدأت تهجر الشقراء - والمكتومية اللتين كانتا تشكل في فترة من الفترات الغالبية العظمى من حجم نخيل المنطقة.
======================
جريدة الرياض
العرض العادي
