بدايتنا فيها ونهايتنا فيها ، فهي مرتبطة بالجميع وتخدم كل فئات المجتمع . هذه المنشأة الدائمة الحركة ننسى دورها المهم في مجتمعنا . مع أنها تقدّم خدمات جليلة للمجتمع إلا أن أفراد المجتمع يتغافلون عن دورها البارز أو لأنهم لم يدركوا حجم ما تقوم به هذه المنشأة من أعمال خدمية . ولما كانت هذه المنشأة مختصة بتقديم الخدمات للمواطنين كان لزاماً علينا توجيه موظفيها لكل ما فيه تطور ورقي هذه المنشأة المهمة .
في أحد الأيام الماضية ذهبت إلى مبنى الأحوال المدنية في مدينة بريدة وشاهدت كما شاهد غيري أحوال هذه الأحوال .
- مبنى قديم أكل عليه الزمن فالجدران متصدعة والألوان باهتة والنوافذ مهشمة والأبواب تكاد تكون مخلّعة حال والله أدخل في نفسي غضباً !!! فأين المهندسين في هذه المنشأة أو أن حالهم كحال غيرهم في المنشآت الأخرى قراءة صحف وتبادل رسائل الفكاهة عبر الجوالات !!! هذا المبنى هو ينطبق عليه ما قيل مبنى آيل للسقوط وليس المبنى وحده الآيل للسقوط حيث يوجد غيره وسأكتب عنه بعد قليل .
مواصفات المبنى :
* مداخل عادية جداً لا يوجد عليها عبارات ترحيبية ولا يوجد مناظر طبيعية فكل ما هنالك باب باهت الألوان متشرب للغبار !!!
* درج ضيّق لا يستطيع شخصان المرور بجوار بعضها البعض هذا إن كانا نحيلين أما إن كانا من الوزن الثقيل فالخطر على الدرج من أن يسقط !!! ناهيك عن الألوان المزعجة والسجاد المتقطّع !!!
* مكاتب ضيّقة جداً وكأن المكاتب صممت لثلاثة أشخاص لا غير . فالمكاتب كبيرة جداً تتسع لأكثر من أربعة أشخاص إن أرادوا الجلوس فالقاعدة على ما يبدو أرح الموظف وأتعب المراجع !!! أما عن الألوان فحدث ولا حرج (( والحال من الموجود )) !!!
* كراسي المكاتب التي خصصت للمراجعين قديمة ولم يسلم كرسي منها فحالها كحال النطيحة والمتردية !!! أما الكنبات فهي إن سلمت من التمزّق كانت موطناً أصلياً للغبار !!! وما عليك إن أردت الجلوس إلا نفض كمية ليست بالقليلة من الغبار كي تجلس جلسة مسترقي السمع !!!
هذا غيض من فيض وهذه حقيقة مبنى الأحوال المدنية التي نزداد كرهاً لها كلما أقبلنا عليها !!!
- ترتيب المكاتب :
لم ترتب المكاتب بشكل يتناسب مع كثرة أعداد المراجعين في اليوم الواحد فتجد ذلك الشخص ينزل وتجد ذلك الشخص يصعد وكلا الشخصين يبحثان عن مكتب واحد !!! فلا يوجد تحديد للمعاملات كل ما عليك فعله في الأحوال أن تسأل (( واللي يسأل ما يتوهش على كلام إخواننا المصريين )) والمشكلة إن كان المراجع كثير الحياء باعتقادي أن مدة تردده على الأحوال ستطول إلا أن فتح الله عليه ليسأله أحد عن مبتغاه !!!!
- لا يوجد لوحات إرشادية تسهّل من عملية انتقال المراجع من مكان إلى آخر . فالمسألة هناك مسألة (( نخوة )) لا أقل ولا أكثر . والمراجع المحظوظ هو من يعرف موظفاً كي يستعين به أما غيره فهو حبيس الدرج إما أن يصعد وإما أن ينزل إلا أن يأتي الله بفتح من عنده للمراجعين !!!
- إذا عزمت أن تذهب إلى الأحوال المدنية فنصيحتي لك أن تسأل شخصاً ذهب قبلك في نفس ما تعزم للذهاب من أجله ، لأنك لن تجد من يدلك على الطلبات فلا لوحة توضح ذلك ولا كتيّب يشرح لك كل شيء !!! وإن قررت عدم الاستعانة بأحد فنصيحتي لك أن تبتعد عن الخجل في ذلك اليوم وتذهب لأي شخص كي تسأله عن الموظف المسؤول عن أوراقك وإلا فانتظر فإنك من المنتظرين لا المراجعين !!!
سؤال أوجهه لكل مسؤول في الأحوال المدنية في بريدة لماذا كل هذا المشاكل عندكم مع إنكم من أقرب المنشآت الحكومية لنا ومع ذلك نجد كل هذا الإهمال الذي يزيدنا غرابة كلما تذكرنا أن هناك منشأة اسمها العجوز المنسية عفواً الأحوال المدنية
وفق الله المسؤولين لخدمة المواطنين
تحياتي للجميع
التاج