لغتنا لغة القرآن .. تلك الجملة الجميلة التي ما يغفل عنها أي كاتب أو أستاذ في أي مكان كان .. لغتنا العربية اللغة الواسعة الجميلة والمليئة بالتسميات ذات الطابع المتفرد في قواعدها وثوابتها .. المرنة الفضفاضة المتماسكة المتداخلة المترابطة إلخ.. هي لغتنا المغرورة !
ثمة كلمات مجهولة مغيبة ومصطلحات مسجونة كحال العقول المتأدلجة المعزولة عن التفكير الحر المنفتح على مصراعيه ! ولا تثريب على أي كلمة وسيليه عن طريقها نأمر أو نطلب أو نخبر .. فتلك الكلمات تصدر من أفواه الأطفال مثلما تصدر من الكبار .. وهكذا ..
بعض الكلمات تأخذ طابع مختلف من مكان لآخر ..وتحمل نكهات منفردة مطبوخة بخلفيات الأرض والموروثات الثقافية والاجتماعية وهذا أمر طبيعي في كل مكان بالعالم ! بعضها تحور سياسياً وأخرى دينياً وبعض منها اجتماعياً..سواء فردي أو مجموعاتي ..
لكن المشكلة الحقيقية أن تنساق المفاهيم سوق النعام إلى ما يفترض ألا يقبله العقل .. وتنقاد الألسن للترديد بما لا تفقه أصله ومعناه وأهدافه.. من دون وعي شامل وإدراك لما في الأعماق !
كي لا أطيل .. سأضرب مثلاً واحد .. الحرية .. ..
لقد بحثت عن مصطلح الحرية .. وحاولت التقصي عن معانيه القديمة والحديثة وأبحرت بين المدن والدول .. فوجدتها في مواطن خجولة وأخرى خائفة .. وأخرى مترددة ومقهورة وأخرى معزولة .. وأخرى متمردة .. وأخرى مجبولة في الأنفس .. وأخرى بائدة لأنها روتين .. وأخرى منحازة وأخرى مكتوبة على النواصي !
رحلت إليها بين السنين والأعوام .. فرأيتها مهزومة .. ومحترمة .. مقدسة .. ومحرمة .. مكسورة .. وملعونة .. مقصودة .. ومرهونة .. إلخ ..
عدت إلى هنا .. لأسأل عنها ..
فما وجدت من يعرف عنها سوى مرادفها وعكس معناها الأصلي فقط !!
وتلك هو الظلم بعينة للغة والإنسان !
ملاحظة :الحرية المعنية حرية الرأي والتعبير..
حرية الفكر والتنظير..حرية القراءة ..
حرية الحياة الكريمة ..حرية المجموعات والأفراد..
حرية اختيار نمط الحياة ..حرية اختيار القائد ..
حرية الانحياز ..حرية التوجه والمصير .. إلخ