ذهبت إلى صديقي لأعزيه بابنه صاحب العشرين عاما فقرأت في عينيه ألما يكاد يقذف الدم من داخل جسده.
أعرف أن ابنه مات مدهوسا، لكن لم أعرف أنه قتل (عمدا) بسيارة مفحط!
أخذ الجالسون يذكرون قصصا عن من مات في معركة التفحيط، ذكروا نحو عشر حوادث في بريدة مات فيها أربعة خلال أسبوع فقط!!
تحول المجلس إلى نقاش قضية، هما أرّق الجميع، جاء دوري لأتحدث، اعتبرت أن أهم مسببات التمادي في التفحيط (التسامح)، التنازل عن الحق الخاص من قبل ذوي المتوفى أحيانا قبل أن يدفنوه، بداعي طلب الأجر، وأحيانا نتيجة ضغط اجتماعي يمارس عليهم.
لا يفرق عندي القتل بسلاح السيارة عن القتل برشاش، كلاهما جريمة، اعتبرت أن من يسامح المعتدي يشجع على سفك الدماء، وربما شريك في الإثم، غياب الرادع الشخصي، فضلا عن العام مسوغ لحرب الشوارع التي تدور رحاها في الأحياء.
من منكم من لم توقظه عجلات مفحط، أو كاد أن يرتطم بسيارته متهور، أو أوشك أن يقضي عليه أحد أطفال الحجارة، عفوا، أقصد أطفال التفحيط؟!
الشركاء فيما يحدث من حرب تستنزف الأرواح والاقتصاد أربعة: نظام هش، وولي أمر ضعيف الشخصية وقد تديره امرأة قاصر، وترف زائد، وواسطة تكسر الجبال!
تذكرت من قتل ولداه في جدة بسيارة مفحط ثم طالب بالقصاص من الضابط المدعو (أبوكاب)، فتمنيت أن يكون قاضيا متخصصا في إصدار الحكم على جميع المفحطين ليحكم بقتل من يقتل منهم.
أقترح أن تفرض عقوبة سهلة على من يضبط متلبسا بقضية تفحيط، إرغامه على البيع في محل تجاري مكان عامل وافد مدة سنة لكي يستفيد، ويكف أذاه.
أخيراً.. لدي تساؤل: لماذا بعض المفحطين من جنودنا البواسل؟!
ربما أنهم يتدربون على ملاحقة المجرمين، والقضاء عليهم!