صور من مجتمعنا ....

[ابو هيثم]

تمهيد ...

قد يستطيع احدنا ان ينظم الف كلة او الف صفحة على صورة معينة يرسل فيها خياله ... ويلتقط ابعادها ويبلور فيها حكمه ....

واخيرا .. يبقى الحكم .. هل هو صحيح ام خاطيء...

وهنا ياتي دور الناقد .. والناقد .. لا يعني المجرح ولا مشخصن فهذا اسمه الخاوي وليس الناقد ...

انما الناقد هو من يرى الحكم ككل او جزء منهافيه الخطا .. فيناقش فيه .. وبهذا يكون لدى القاريء الجاهل بالموضوع ككل .. راي وراي مضاد .. فتتولد عنده استقلالية فكرية تمهد له ان يتعلم كيف يكون ارائه الخاصة ...

وانا عندما اقول ان يكون للشخص ارائه الخاصة هذا لا يعني ان يبشر بها ويدهوا لها ... كانه الصحيحة والباقي كلهم خطا ...

هذه اسمها اصولية ...

قرات كلاما من رد المثقفين الالمان على المثقفين الامريكان ... جاء فيه .. ( تبدا الاصولية عندما تعتقد فئة ما انها الوحيدة التي على حق )


كلام جميل .....

والان سنبدا بعرض صورتنا الاولى ...

املا منكم المشاركة قدر الامكان ...


فكل ما نبحث عنه دائما .. مجتمعا يفكر بعينين اثنتين لا عين واحدة .. ويصدر احكاما مستعجلة .. قد تصل الى تكفير المرء ... ومع ذلك يضل من يصفق له ..

شكرا ...

[ابو هيثم]

الصورة الاولى ...

هي صورة طالب المدرسة الساعة السادسة والنصف متجها الى المدرسة ملثم بشماغه يمشي كمن قد غرق من السكر من النوم .. قابضا على دروسه المغلفة بسجادة ....

ارجو ان اكون اوضحت الصورة جيدا ...

لم العناء..

حقا لو سالت هذا الطالب .. السؤال البسيط .. الذي يستلزم طرحة ملاحظة العناء ...؟؟

فانت ان وجدت شخصا يتعنى في امر ما ... فانت تستنج بديهيا كون ها الامر .. له هدف وعناءه له لا بد له من غاية ...

فلو سالنا صورتنا .. السؤال المدمي ... لماذا تذهب للدرسة ..؟؟

كانالجواب - ان لم يكن استهتارا - للتعلم ...

فتسالة ماذا تتلم .. فيرد كمن احاط بكل العلوم ... فيزياء وكيياء ورياضيات و... الخ ...

تسالة ابسالك بالفيزياء ...

طبعا لن يكون هناك جواب لانه سيعطيك ظهره ويذهب ....

ان حال المدارس في مجتمعنا لتدعوا الى الياس حقا ...

لنقم بعرض الامثلة ...

قبل اسبوع .. سافرت الى مكة للعمرة انا واصدقاء لي تخرجوا معي من الثانوية .. كلنا طبعا علمي ..
وفي مكة وفي الليل قبل النوم ..

تطرقنا للحديث - كعادتنا نحن العرب كلنا سياسين محنحين ولا نجيد الكلام الا في السياسة - عن 11 سبتمبر وشرعيته وضلوع بن لادن فيه وكونه جر على الاسلام حروب وويلات ..

كان هذا الموضوع الكبير الحجم ..

الذي لن نستطيع استيعابه نحن ونحن متاهبين للنوم ..

وانا دائما اعمد في حواري مع العامي الى معارضته حتى اوصله الى حقيقة انه مقتنع بشيء لا دليل له عليه ..

واتلذذ كثيرا بتطبيقها على كثيرمن العامة مما زادت من مستوهم الحواري وابتعادهم الكثير عن شخصنة الحوار ...

كنت انا اقول ان بن لاد لم يفعل شيء حتى يستحق كل هذا الذي يفل من اجله ..

فنظروا الي تلك النظرة التي جعلتني اشك هل قلت رايا ام اني قلت تجديفا ....

فقال احدهم ومن انت حتى تحكم على بن لادن ....

وهذا النوع المتحمس لفكرته لانه يعتبرها من المسلمات اسهل طريقة لردع هذا الاندفاع بسؤا في صلب اقتناعه ...

فسالته .. ( اعطني شيئا واحدا فعله بن لادن ..؟؟؟ )

فتلعثم قليلا .. وقال .. هو الجهاد وهو الذي رفع راية المسلمين ..

اجبته بابتسامة تجعله ينفعل .. (( وما هي الافعال التي جعلت منه الجهاد والفاروق الذي فرق الحق من الباطل )

قال .. (( انت اصلا علماني ... من يوم ما شفتك تمدح تركي الحمد وانا غاسلن ايدي منك )) ويعني بمدحي لتركي الحم عندما وافقته الراي بكلامه عن عملية ( الاسقاط ) ن محاوريه .. في المقابلة التي جرت معه في الاف ام ..

فبادرته قائلا .. ( اتعلم ماذا تعني علماني بالانجليزي ... تعني نو ريليجن .. يعني لا ديني .. وانت بهذا كفرتني .. فانتبه )

قال ( لا تحاول تقنعن تسب بن لادن وما تبين اقولك علماني .. ) فتذكرت اصراره على استخدام نفس المصطلح .. تذكرت عزيزي اللدود .. برق 1 ...

قلت له ( انا سبيت بن لادن ) .. قال ( لا .. بس تقول انه ما سوى شي بعد كل اللي سواه ما سوى شي )

فقلت له . (( ممكان تعطين معلومة بسيط من اللي كل الي سواه )) وهنا تدخل .. الاخر الذي اعتقدته اعقل كثيرا .. ( انت جيد علينا رح لم شيخ وشف انت تقنعه او لا .. ))

ووصلت بهم الى النقطة التي اريدهم ان يصلوها .. قلت ( يعني انتم ما تقدرون تقنعون . يعني انتم اغبياء مقتنعين باشياء من التلفزيون )

ومن هنا ايقت تلك الخصلة التي اذا استطعت النصر اليه تكون قد اديت دورك بالكامل وهي خصلة المكابرة مع الاقرار بالجهل ..

الشاهد في الموضوع ...

اننا تطرقنا الى اللم والتعلم ... فقال احدهم .. (( والله يا حن اغبياء منول .. قانون نيوتن .. ومادي وش بعد يوم طاحت التفاحة قال به جاذبية .... وش يدريه انه به جاذبية ..) فبادرته بالسؤال .. ( وكيف تعلم بةجود الكهرباء ...) وما الى ذلك ..

ايرادي لهذه القصة ... لاجل .. الاخبار ان هذا ن المحاوران درسا العلوم 12 سنة . ولم يفدهما ذلك شيء بل اصبح ما يتذكرونه من دروس نكتة طريفة يضحك عليها ...

هذا ما نتلقاه من المدارس .. والدليل عليه صيغة الاسئلة التي تسئل المدرس .. بالاختبار بيجينا السؤال وبالاختبار يجينا السؤال ... والخ ..


في الحلقة القادمة .. ساوضح مظاهر الخل في التعليم .... وكيفية اصلاحها ... وتبيين ان قضية تغيير المناهج ليست قضية علمانية كما يروج لها وان كانت كذلك في بعض المواد ....

ونجيب اخيرا .. لماذا يذهب صاحب الصورة الى المدرسة حقا ...

وكيف نزرع حب العلم في الطالب ..

اذكر ان افلاطون كتب على مدرسته من لم يتعلم الرياضيات لا يدخل الي .... وفي هذا العهد تصبح الرياضيات مادة مملة ومعقدة ومن ابغض المواد على الطالب ....

وان اردتم ان نتكم عن اموراضافية .. فاخبروني بها في اطار التعليم في مدارسنا ....

شكرا ....