العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-12-10, 01:18 am   رقم المشاركة : 1
قيدوم
عضو مميز
 
الصورة الرمزية قيدوم






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : قيدوم غير متواجد حالياً
,, ولم تعد تغريني ,,!!








للمرة الألف بعد المليون أفكر في ترك الكتابة .
وكأنها منشأة بدائية لاأزال أخطط لها , وكأنها طلاء شفاه لابد منه , أو مرآة صغيرة .. الكتابة التي تحضر معي كمستلزمات كل أنثى في حقيبتها الخاصة!
وللمرة الثانية على التوالي في اليوم نفسه أشتم هذه الرغبة التي تقودني لأن أثرثر هكذا كعجوز تزور جاراتها كل صباح .. فأكرر أنا عبثاً زيارة حزمة أخرى من الورق
فقررت هجر الكتابة ؛ لأنّها لم تعُد تستهويني ، لذّتُها في السّابقِ تكمنُ في كونها كانت فعلاً مُشرّداً لا أبَ له ولا أصدقاء
أيها الورق . ألا زلت في طور التعلم ؟
بدأت يومي أعدّ كم أنا مستوطنة في هذا الوسط المكتبي حتى خيل إلي أني تلميذة راسبة طوال العمر !!.
وحقيقةً لقد كنت طالبة أعلو سلالم المجد دائماً, ومهذبة جداً .. وحدي من بين فتيات الصف من حفظت تلك الفتوى التي كانت ترددها علينا أستاذة الفقه حول البذخ والتبذير .. "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ".. وهي تقول : أتعلمن أنكن محاسبات على كل سطر تتركنه خالياً في الدفتر ؟ ..
هذا من الترف . قديماً لم يجدوا مثل هذا الورق ولا مثل هذه الأقلام ..اكتبن حتى تمتلئ الصفحة . وأنا وبعد مرور خمسة عشر عاماً على تلك الفتوى البائسة لازلت أفعل .
ليس مسلياً بالضّرورةِ أن تدون وخلفكَ من يأخذُ عيّناتٍ من محبرتك ثم يومئُ برأسهِ إيجاباً لكي تعبرَ شُحنةُ عباراتكَ بسلام
نحن نعشق الكتابة ، نتفهما جيّداً وبما أنّنا جميعاً مُطّلعون على أسرارِ المهنة ، ليس بعيداً أن يقول أحدُنا بأنّنا لم ندون أفكارنا إلا لأنّنا أجبنَ من أن نفعلَ شيئاً آخر ،
أو لأنّنا هُزمنا في بقيّة الأمورِ الأخرى هزيمة شنعاء ! . وأنا – أيضاً - هُزمت في كثيرٍ من الأشياءِ قبل أن أكتُب، وبعد أن كتبتُ لم يقلّ انهزامي عمّا كان عليه
بل قد يكونُ ارتفعَ بطريقةٍ مّا ! ، إنّما بفضلِ الكتابةِ حتّى الهزيمة يمكنها أن تكون شيئاً جميلاً إذا كُتِبت بالفُصحى ووُضِعت عليها بعضُ علاماتِ التّشكيل ! .
فالكذبة - حين تكتُبها - تقومُ بالانطلاءِ عليك قبل أن يُصدّقها الجميع ، بل إنّك قد تبالغُ في تصديقها أكثرَ منهم جميعاً !
أذرف الدموع لأنّني لم أفهَم بعد، لم أفهم نفسي ولا الآخرينَ ولا العالَم ، أذرفها لأنّ الإنسانَ في داخلي لم يعُد يفقهُ شيئاً ! . وأذرفها لأنّ ضميري أصيب بالجنُون وأصبح يتبوّلُ في ثيابِه
أذرف الدموع لأنّني أصبحتُ أشاهدُ الفقراءَ على الشّارع ولا أبكي ، ولا أمُدُّ لهُم يدي . أذرف الدموع لأن ذرفها أصبحَ سهلاً جدّاً ، وزهيداً كحمى عارمة، ولم يعُد لها في قاموسي أيّةُ دلائلَ نبيلَة ! .
آنفاً ..
كنت ألوّح بكتابة ملؤها التفاؤل لاتمل ولاتكل والآن تلك التلويحة أعياها الوهن وشكوى الألم المزمن
لاأعلم هل أنا هنا ألوح بكتابة بطريقةِ ذلك العجوزِ الذي يجلسُ على الكرسيّ الهزاز ويأخذُ إبرَ الإنسولين وحبوبَ الضّغطِ
أغفو أنا أيضاً، وآكلُ ، وأشربُ ، وكلها أشياء أخجلُ من فِعلها، وأستحِي، وأفعلُها كلّ يوم ! .
ماذا سأقولُ لإبني وابنتي ولمثواي الأخير، سوى أنّني كنتُ أغفو وآكلُ وأشربُ ، ولا أبكي لأسبابٍ نبيلَة
لو أنّنا نتحرر من قيود تلك المثاليّاتِ التي عبثتْ برؤوسِنا.. ما العيب في أن تصبح أنانيّاً ؟ ماديّاً ؟ لا تعيشُ إلاّ من أجلِ نفسِك ؟ لماذا تشعرُ بالذّنبِ من فقيرٍ تُلاعبُ أقدامهُ ذيولُ القطط ،
وأنت الذي بذلتَ كلّ طاقتكَ لتصِلَ إلى منصبكَ العالي ، ومن عرقكَ جاءتْ سيارتكَ الفارهَة ؟ أليس هو من اختارَ النّومَ في تلك القمامَة ؟
ولنفترض أنّهُ كان أقلَّ نصيباً في هذه الدنيا منك - أنتَ الذي ورثتَ مزاياكَ مع شهادةِ الميلاد - لماذا تشعرُ بالذّنبِ والأسف ولم تكن أنت من اختارَ مصيرَك أو مصيرَه ، ثم.. من أنت حتّى تغيّر القدَر ؟
"الغير": هم الفكرةُ السيّئةُ في كلِّ مشرُوع ، الخطأُ الذي تُقسم – يوميّاً - أنّه لن يتكرّر، الطبيبُ الذي تدخلُ عليه بألمٍ في المعدة وتخرجُ منهُ بورقةٍ طويلةٍ من الأدويةِ
التي يجب أن تتناولَها والعياداتِ التي يجبُ أن تزورَها وإلا ستمُوت ! ،
"الغير "هم الظّرفُ الأخير الذي يفسد جميع الخططِ الهينة ،
هم المعنيُّون بالحديث بقولنا ." واجهتنا بعض العقباتِ البسيطة " و " الظّروفُ لم تكُن في صالحنا " ، وهم دائما الاستثناءُ السيّئ الذي يتبعُ " ولكن " .
"الغير" إذا تحدّثتُ عنهم .. اغتبتُهم ، وإذا سكتُّ عنهُم .. لم أتحدّث مطلقاً ! ؛
لذا تركتُ الغير، وانشغلتُ بي ، فإن تحدّثتُ بمساوئي لم تكُن غيبةً ولا نهشاً في عرض ،
وأنا – بالطّبع - لن أتحدّث عن مساوئي ! .
فكّر ملياً كم كنتَ لتكونَ سعيداً لو عشتَ بدون " الغير "،
بدون أن تتخوف من ألسنتِهم حين تغدو مسافراً وتتزوّجُ وتشتري سيّارةً وتنشئُ مشروعاً يفشلُ بعد شهرين ،
فكّر – فقط - بالفرح العظيم الذي ينتظرك لو توقّفوا عن إملاءِ قيودهم عليك، بل وأفضلُ من ذلك ، فكّر لو أن قيودك الخاصّة أصبحت تسرِي عليهم !


وسحقاً كبيراً للغير ..



تحيتي ,,






التوقيع


لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل ..!
رد مع اقتباس
 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:28 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة