تشتكي كثير من بيوتنا جفاء الآباء وبعدهم عنها.. فهذا الأب نسي أو تناسى أن على عاتقة مسؤولية كبيرة تجاه زوجته وأولاده.
فقد كان يظن أن التربية في تأمين المأكل والمشرب والمسكن ولم يعلم أنها أسمى قدراً من ذلك مع وجوب توفر ماسلف ذكره.
لقد غفل أو تغافل الكثير من الآباء عن تربية أبنائه والجلوس معهم والنظر في احتياجاتهم تاركاً ذلك كله للزوجة التي لا تعلم بماذا تبدأ وبما تنتهي.
آباء فرطوا في تربية البنت فتركوا الحبل على الغارب لا يعلمون أين تذهب ومن أين هي آتيه.!
أسر تفككت بسبب إهمال الولي من أب أو أم أو أخ..فإلى متى ؟
قال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول ".
وقال : "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ".
وفي المقابل هناك آباء بالغوا في الشدة والتربية على الخوف منهم فبمجرد دخوله البيت لا ترى إلا همساً فهو أقرب إلى التربية العسكرية القائمة على تطبيق الأوامر فقط.
كل شيء ممنوع حتى الخروج للتسوق فلابد أن يفرغ من أشغاله حتى يخرج هو معهم ( وتنتظر الأسرة متى يتفرغ لهم طال عمره ).
أما عن النزهة فهو يكدّرها عليهم إن خرج بهم لأنه شخص معقد ينظر إلى الناس بنظرة الشك والريبة.
أب ينظر إلى أبنائه نظرة خوف ولكنها مطعّمة بعدم الثقة بهم وهذا أكبر خطأ ينهجه المربي.
أما عن الخطّاب فحدث ولا حرج خاصةً إذا كانت البنت موظفه فهو يمنع كل من يطرق بابه لسبب أو لآخر والبنات يظللن ينتظرن فارس الأحلام حتى إشعار آخر.
والبعض الآخر من البنات لا تعلم بالخطاب لأن والدها ليس لديه النية في تزويجها.
هذا زميل لي خطب وانتهى من كل شيء ولما جاءت الملكة اشترط الأب استمرار استقطاع المبلغ الذي كان يأخذه من مرتب ابنته فوافق الشاب
رغم عدم رغبة أهله بأبِ هذه الفتاة ولسان حالهم يقول : " نزول من أول الدرجة ولا من أعلاها ".
ولكن الزوج يقول : "ما ذنب ابنته فأنا أريدها ولا أريد راتبها ". وقد كبر هذا الشخص بعيني فقد اشترى زوجةً ولم يشتري فلوساً كما ينظر إليه بعض ضعاف النفوس من الأزواج.
رسالتي لك أيها الأب الفاضل :
ثق ثقة تامة أن تربيتك عندما تقوّمها على أساس الثقة وإعطاء الحرية دون التفريط أو الغفلة فسوف تخرج لنا جيلاً يعتمد عليه بعد الله سبحانه وتعالى.
وثق أيضاً أن الحرص الزائد والمتابعة الدائمة والتشدد لن ينتج عنها سوى الانحراف لا قدر الله.فالمثل العامي يقول : " الدايــم شـديـد " .
أخيراً :
قد أثبتت الدراسات النفسية والعلمية أن التربية القائمة على الحب و الاحترام والثقة أنجح بكثير من التربية القائمة على العنف والقسوة والتشدد.
دمتــم بــود،،،
أبـو وســن
الخميس 5/12 /1431