عمتي ذات العشرين سنه .. و معاناتها مع ضيق التنفس ( الربو )
في الحقيقه لا أستطيع وصف مايجول في خاطري .. و لكن ما هي الا مشاعر متضاربه مابين الحزن و الفرح !
( ذكرى مرعبه لن أنساهاا طيل ماحييت .. فقد كانت كابوسً مرعبً بالنسبه لي )
في يومٍ جميل كنت في زياره ل بيت جدتي وسط عماتي و الفرحه تغمرني .. لم يحدث ما يعكر علينا الجو
مررت بإبتسامه على غرفة جدتي و أصابني الذهول ما أسرع ما أن تبدلت الإبتسامه وحل محلها الصدمه , رأيت عمتي على الأرض تبكي بصمت و إبن عمتي
يلهو على أرجلها , ورأسها للسماء , سألتها ( ساره وش فيك ) !
أشارت بصمت وشفاها ترتجف أن أأخذ الطفل .. حينها عرفت , ضيق التنفس عاودها و لكن هذه المره في حاله شديده و ما أراه بدايةً لإعصارٍ قادم
لا أعلم هل هو من حسن الحظ !
أتى عمي و عندما رأها على الفور ذهبنا إلى المستشفى .. حملناها بصعوبه
تم إختياري مرافقةً لهما وكلِ خوف و رعب كنت أتظاهر بالعكس طلبت منها أن تتنفس بهدوء و دعوة الله من كل قلبي ان يكشف ضرها و كل مستضر
ذهبنا إلى مستشفى خاص و عمي كله أمل ولو أنه لا يخلو من الإرتباك و القلق الا أنه متأمل لمعرفته بالدكتور
فهو دكتوراً ناجح و يعالج الأمراء كما يدعي 
دخلنا بحركة سريعه طلبنا الدكتور وعلى الفور و ضعنا ساره على الكرسي حالتها إزدادت سوءً
حينها أدرت رأسي و رأيت الدكتور لم يزال على مكانه و بكل برود يأكل ( فصفص ) رفعت الغطاء عن ساره لكي تأخذ قليلاً من الهواء , هالني لونها فقد أصبح معظمها باللون الأزرق
و ترتجف بشكل سريع و هذا نتيجة لنقص الأكسجين ..
بكيت بصمت و طلبت من الدكتور أن يضع الأكسجين فقال باللهجه المصريه يا أبنتي أنا أعلم من غير توجيه
لن أضعه قبل ان أكشف عليها , دكتور لو سمحت ساره تعاني من الربو منذ ولادتها تحتاج إلى الأكسجين و الكشف لاحقاً حينما تهدأ
قال أنا أعرف عملي جيداً أنا أعالج الأمراء في الرياض منذ عشر سنوات ~> و ساره في حاله يرثى لها
عجيب , هل أخذت من ضمن دروس الطب أن تعامل مريضك بهذا البرود !
هل تعلمت أن تستقبله و أنت تأكل ( الفصفص ) و هو يصارع الموت !
هل هذا يدل على نجاحك !
لم أعد أحتمل , فهو يطرح عليها الأسئله وهي بغير وعيها لا تجيب
طلب منه عمي أن يأتي بالأكسجين , نفس الرد .. أنا دكتور ناجح أعالج الأمراء و أعلم من غير توجيه .. و الله على ما أقول شهيد
خوفي من فقدان ساره جعلني أتكلم من غير شعور ( جالس بكل برود تاكل فصفص و تقول دكتور ناجح يا أخي البنت تبي تموت ما تفهم أنت ) ؟
طلب من الطبيبه نقلها للغرفه و حملتها بصعوبه كانت تمسك بيدي و تضعها على اطراف كفيها و تطلب مني أن أقوم بتدليكها .. أعصابها كانت مشدوده و أصابعها لم أستطيع ثنيها
عرفت أنها بداية تشنج و ضعتها على السرير و انا ابكي أحاول أن أتماسك لم أستطيع , وجدت مريضه و مرافقه بنفس الغرفه شهقت عندما شاهدت ساره
و الأخرى قالت بصوت عالي نادي الدكتور بسرعه
ذهبت من غير فكر أصرخ بصوت عالي ( عم ساره مدري وش فيها تعال تشنجت )
دخلنا و وضعت الطبيبه الأكسجين و لكن بعد ماذا !
عمي لم يكن أحسن مني حال , عندما رأيت دموعه لم أستطيع أن أتمالك
أخذ الأكسجين ورماه على الأرض و طلب مني حمل ساره و الطبيبه تقول له كيف تأخذها وهي بهذه الحاله !
ركبنا السياره و بسرعه جنونيه ذهبنا لمستشفى حكومي عله أفضل !
لم نستطيع أن نسأل ساره عن حالها , خوفاً من عدم ردها .. و صلنا و دخلت على القسم الخاص بالنساء فكان ردهم بالرفض حتى تصل الورقه من الإسقبال
طلبت الأكسجين لأن الحاله لا تسمح بالإنتظار , طلبت مني السكوت بشكل محرج أمام الجميع .. ولولا الحاجه لصرخت في و جهها
وضعت ساره على السرير و كان هناك دكتورتين من الجنسيه السودانيه , أتت الورقه و طلبت الأكسجين أريد أن اشرح لها ما أرعبني لم أستطيع
فهي في كل مره تطلب مني السكوت ( خلاص .. يكفي أنا اكشف عليها ) دكتوره لو سمحت أريد أن أخبرك أن ساره ( أنا دكتوره أعرف شغلي روحي هناك ) !
ما كان مني إلا الإنهيار جلست على الأرض أبكي .. كنت كالطفل الضائع أريد من يأخذني بحضنه لكي اهدأ كنت أرتجف بشكل ملفت فالموقف أكبر مني
المضحك أن ساره لا تطيق لمس بطنها.. قد تضحك وهي نائمه
عندما وضعت الدكتوره يديها ضحكت وسط دموعها , نظرت إلي الدكتوره و قالت ( الحين هاذي تسمينها تعبانه ) !
و عندما سمعت كلام الدكتوره ضحكت بشكل أكثر !
إحترت هل أضحك أم أبكي !
هل أفرح لسامعي لصوت ساره أم أحزن على وجود أطباء بقلوبٍ كالحجر .. بلا رحمه !
مرضى يصارعون الموت و بالمقابل دكتور يتعامل مع الحاله بكل برود .. كم من ضحيه ذهبت نتيجة خطأ طبي او إهمال للحاله !
( اسأل الله أن يغنينا عنهم بالصحه و العافيه و أن يمتع مرضى المسلمين بالصحه و أن يجعل ما أصابهم تكفيراً لذنوبهم )
عذراً على الإطاله و لكن ما حدث لي و ماحدث لغيري يستحق إعادة النظر
ملاحظه أنا لا أعمم يوجد أطباء فعلاً يستحقون هذه
الكلمه و لكنهم قله .. 