[c]تجازف لحظات ... تمشي تحت المطر .. تضحك ..
وتمد كفيك للسماء .. تستمطرها إغراقك أكثر وأكثر ..
يمضي الوقت .. تنسى كل ماحولك .. نصائح الأم ووووو ...
تكتفي ببهجة لاتزورك دائماً .. !
و....
تعود إلى المنزل .. تحكى ثيابك عن الجريمة التى إرتكبتها ..
ساعات .. وتزورك زائرة لاحياء فيها ..
تتغلغل في العظم .. تنثر الاشواك على سريرك .. تثقل رأسك ..وتجعلك ترتجف كعصفور ..
تحاول أن تقاوم ..
لكنها سرعان ماترسل بكتائبها وجنودها .. يعرقلون أي خطة للنجاة من براثنها ..
تستسلم وتلقي بأسلحتك ..
الأرق .. أحد جنودها الأشداء.. يقبض على النوم .. ويقيده .. يلقي به في غياهب سجن سحيق ..
تستنجد بما تعلمته من معوذات .. وآيات .. وأدوية ..
تتراءى أمامك ألسنة ممدوة في وجهك .. تسخر منك .. " ولاحتى تحلم بيه..""
تتقلب ..تتأوه .. لايد هنا تمتد لتخفف عنك ..
"" تصرخ : أريد أمـــــــي ..""
والأم ليست هنا .. الأم هناااااااااك ..
الآ تشعر أنك وحيــــــد .. !!
ثمة غربةٍ قاسية ، أن تمرض وأنت بعيد عن حُضن أحبتك ..
يمضى الليل طويلاً .. لاينتهي .. لاينقضي ..
وكأنه وحش يخافه النهار ..
تتسلل أشعة الشمس .. وعيناك لازالت تتسول ، لحظة إغمائة !!
تلك هي الأنفلونزا .. زائرة الليل .. اللتي لاتخجل !! ولا يردعا رادع سوى مغفرة الرحمن ..
إلتهام العظام وجبتها المفضلة ..
تمسك بالحلق .. كيد قاسية توشك أن تخنق فريستها ..
وترسل ألف جندي يخبطون بأقدامهم ، تلك المساحة الصغيرة من رأسي ..
قلبي .. تحوّل لمضخة .. صوته يرتفع بالنبضات المتخوفة ..
وثمة آهة خجولة لاينصت لها أحد ..
" آآه ،، أينكِ يا أمــــــــي " ..
أتت أختي الصغيرة ..
إلتفت يدها الصغيره حول رقبتي ..
" سلامتك ياأخي .. "
ثمة سؤال من عينيها .. يطل .. وخوف ..
"" أخي .. الكبار يتألموا مثل الصغار ..؟؟ ""
"" نعم ياحبيبتي ""
"" أخي من يعطيك الدواء ""
"" أخذته لوحدي حبيبتي ""
"" أخي الكبار يحبو أحد يدلعهم ""
دمعة صغيرة خجولة لمعت في عينى ..
"" نعم ياحبيبتي .. الكبار ..والصغار .. يحبوا الحنان والتدليل ..""
تحتضنني بقوة ..
"" إن شاء تخف ونلعب سوا ""
أخفيت وجهي في حضنها الصغير ..
بصدق .. أردت أن أبكي .. أن أخبرها كم هو مؤلم أن تمرض وحدك "
وتمرض نفسك .." من التمريض..""
لكنني .. غفوت ..
أخيراً ... غفوت ..
" يدها الصغيرة .. إستطاعت أن تفعل مالم تفعل حبتان من المنوم " ..
[/c]
دمتم بخير .. أتس مي ..