أخي الغالي ريشة :
أحييك أولا وأرحب بانضمامك الكريم إلى هذا المنتدى العامر
فعلى الرحب والسعة
أما بخصوص شكواك , فأقول :
غريب أن تحاول قلب الوضع من نقيض إلى نقيض !
أخي : إن من الفطرة أن يحب المرء من كان حسن الخلق طيب القلب كما وصفت من تعني
ولكن الحب إن زاد انقلب مرضا خطيرا على الدين وعلى الصحة النفسية والوضع الاجتماعي للشخص
ولكن أن تطلب انقلاب الوضع إلى الكره , فهذا خطأ آخر !
فكيف تريد أن تكره مسلما حسن الخلق طيب القلب ؟!
أخي الغالي ريشة : لا تحاول تبديل المحبة بالكره , بل اجعلها محبة متزنة دليلك فيها عقلك الذي أدرك كما نرى أن وضعك غير سويّ , وهذا الطرح منك دليل على وعيك بالمشكلة , وهذه بداية الحل , فوضعك طيب , فقط كن متّزنا في تأمل حالك, متأنيا في التفكير , مسيطرا على انفعالاتك , انفعالات المحبة , وانفعالات الرغبة بالتخلص من المشكلة
وستجد أن محاسنه الخلقية موجودة في الكثيرين حولك , ولكنها تضخّمت في نفسك منه هو وحده , وهذا أصل المشكلة , فطيبوا القلب كثيرون , وحسنوا الأخلاق كذلك , فهل ستحبهم كلهم بجنون ؟! طبعا لن يحدث منك هذا , إذاً ما بالك تتعلق بواحد فقط من هؤلاء المتشابهين أخلاقا تعلقا غريبا ؟!
فقط تذكّر بتمعن أن هذا الشخص واحد من كثيرين تصادفهم يحملون نفس الصفات , ليدرك أنه أنسان عادي كغيره من البشر
ثمّ تذكر بعد هذا أن فيه نقائص كما في غيره , وهي أن لم تكن بسوء السيئين إلا أنها موجودة فيه
فمؤدى المسألة كلها أن محاسنه تضخمت في نفسك , بينما غابت عنك نقائصه , مما جعله في نفسك شخصية أسطورية من الملأ الأعلى
وقد أعجبتني وصية الأخ الكبري لك بأن تحاول الانشغال عن هذا الشعور , وأن تطرد خواطر التفكير فيه من فور ورودها
ولإذا كان في الأمر مشقة عليك فتذكّر قول الله تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }
أسأل الله أن يحفظ عليك صحة نفسك واستقرار حالك , وأن تعيش هانىء المعيشة مطمئن النفس