أمبارح مقانيش نوم .. رسالة طيّرت النوم من نفوخي ..
( فسحة ) .. ما زلت على رؤيتي .. أننا نعيش في عالمين , و هذين العالمين عالم حقيقي و الآخر خيالي . فالعالم الأول هو هذا العالم الذي نعيش أجواءه تضحكنا مواقفه و تبكينا صوره البشعة ... أما العالم الآخر فهو عالم الخيال الذي في رأسي و رأسكَ و رأسكِ .. فبلمحة خياليّة نكون في السوق الداخلي .. و بلمحة أخرى نسير على سور الصين , أو نُطِل على لقاء الرائد و التعاون من بُرج إيفيل فنصفّق لهدف رائدي جاء من الحارس ..! لم يكن التصوير هذا من باب المُبالغة , بل هو واقع نعيشة بشكل يومي .. بمواقف العالم الحقيقي و بصوره التي تحوّلت من صور حقيقيّة إلى صور خياليّة ترسمها عقولنا فتعرضها على أي لوحة خياليّة و بأي ريشة عقليّة ..! ( دخل الدرس )
لم يهدأ الجسد عندي بما فيه , من أوّل شعرة في هامة رأسي و حتى أخمص قدمي .. حتى أقرأ الرسالة التي أحرقت كل الرسائل في صندوق بريدي , فكانت من شخص عزيز على النفس و من شخص يُبعد الأحجار عن دربي دون علمي .. و أنا مازلت في غفله عن عمله الإنساني البطل .. بل أني أسأت الظن في بُعده .. فسابقته بعتاب و بادلني بحسن ظن و بروح زكيّة عطرت جميع المداخل في صندوق بريدي ..! فكانت لحظتها جميع القوى العاملة في الجسد تعمل على إتزان و على دقّة ... تنتظر ردت فعل هذا الشخص الطيّب ... فكانت العاقبة للمتقين ..!
في تمام الساعة الثالثة فجراً لهذا اليوم الجميل .. دقت أجراس البريد عن وجود رسالة في الصندوق البريدي من هذا الشخص الطيّب ... تخيّل الموقف , تعيش أجواء من الإنتظار الطويل الممزوجة بالتفكير ما بين حسن الظن و سوء الظن , ولو أن حسن الظن هو الراجح ... حتى قرأت الرسالة بأعصاب مشدودة و بعيون تجردت من النعاس .. فلم تبدأ هذه الرسالة بسلام و إنما بتوضيح يغلفه العتاب اللطيف .. حتى بلغت فيها النهائية .. فكانت صدمت لي عندما علمت بأن هذا الشخص يكن لي كل التقدير و الاحترام , بل أنه وضح لي .. بأن شاطئ ذلك الرجل الذي أظهر من نفسه معنى الرجولة , في زمن أصبح البحث فيه الرجال صعب جداً .. - كلامه - .. فلا أعلم ما الذي قدمته لتكون نظرته في شخصي كذلك .. و دائماً نحن كذلك ..
ضربت الإنبيرات في رأسي دورتها ثم عادت , من هذه النهائية التي لم أتوقعها ..! و لم يخطر في بالِ أن تكون .. فكنت على توقّع أن يكون العتاب كما هو عتابي له , فقد يزيد أو يُقِل .. فكان أفضل مني و سابقني بجميل .. فأيقنت بأنه أمرؤ لا تؤثر به الأخطاء البسيطة .. بل أنه أخذ مني مواقف كبيرة لا تؤثر بها اخطاء بسيطة عفويّة .. فكانت أمبارح ليلة محصلتش عديت للعمل ما نمتش لحد ما مسك المؤدن ودانوه لأزان الظُهر .. فعضيت شليلي من العمل و خميت الفراش و نمت .. و العاقبة للمذنبين ..!
سلام ,,