إنَّ الفِتَنَ التي تَعصِفُ بِنَا ، حَذَّرنَا مِنْهَا النَّبيُ صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ وأصحَابَهُ ومَنْ تَبِعَهُم ، فَهَا هوَ عَليهِ الصِّلاةُ والسَّلامُ يَقول : [ كيف بكم بزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى فيه حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله، إذا كان ذلك؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم. ]
وَعنِ ابنِ عُمَرَ : [ إذا رأيت الناس قد مرجت (مرجت: في الحديث (كيف أنتم إذا مرج الدين) أي فسد وقلقت أسبابه والمرج: الخلط. ومنه حديث ابن عمر (قد مرجت عهودهم) أي اختلطت. النهاية (4/314) ب) عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - فالزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع عنك ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة ] .
وَقَالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام : [إذا اختلف الزمان واختلفت الأهواء فعليك بدين الأعرابي ]
وَعَنْ حُذَيفَةَ أنَّهُ قَال : [ خير الناس في الفتن رجل أخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه ] .
إنَّ الديَنَ لا يَختَلِفُ بِإختِلافِ الأزمَانْ ومَهمَا طَالْ وَسلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته ، والحَقُّ يَعلوا ولا يُعلا عَليهِ ، والعَاقِبَةُ للمُتَّقينَ
أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دُمتُم بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ