أكد نجم النصر والمنتخب السعودي الأسبق، المحلل الرياضي فهد الهريفي أن الغموض ما يزال يكتنف فكرة دوري المحترفين الآسيوي، مؤكداً أن هناك حقيقة تتعلق بهذا الدوري ما تزال غائبة عن الوسط الرياضي والرياضيين، رافضاً في الوقت ذاته تحميل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولية تأخير تطبيق الخصخصة.
واستبعد الهريفي أن يعود ناديه النصر إلى عهد البطولات بالمدرب آساد وبالفريق الحالي وبلاعبيه الأجانب وبكثرة الإداريين، معتبراً أن التتويج بكأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد جاء بدعاء الجماهير النصراوية.
وانتقد الهريفي الاستفتاء الذي أجري أخيراً لقياس أكثر الأندية جماهيرية، مشدداً على أنه يكرس الاحتقان في الشارع الرياضي.
وطالب الهريفي جميع الرياضيين على مختلف ميولهم باستثمار مناسبة مهرجان تكريم قائد النصر والمنتخب السعودي الأسبق ماجد عبدالله لرد الجميل لهذا النجم الأسطوري الذي خدم بلاده في كل المحافل.
وتطرق الهريفي الملقب بالموسيقار لعدد من الأمور المتعلقة بناديه السابق، وبالوسط الرياضي عامة، وذلك خلال هذا الحوار.
* كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول دوري المحترفين، ما هو انطباعك عن هذه التجربة؟
ـ هناك حقيقة غائبة لا يعرفها الوسط الرياضي، وهي غياب الآلية الاحترافية التي تؤهلنا لدخول معترك دوري المحترفين، والنسبة والتناسب التي يعلنها عضو لجنة دوري المحترفين المحلية الدكتور حافظ المدلج يتم حسابها بطريقة خاطئة حيث يشترط النظام تجميع 500 نقطة، ونحن حصلنا حتى الآن على 47 نقطة، مما يشكل نسبة تصل إلى 11%، وهناك غموض وعدم شفافية في هذا الموضوع، أضف لذلك أن المسؤولين يقولون نحتاج من سنتين إلى ثلاث للمشاركة بينما نجد اللجنة تعلن أننا جاهزون للانضمام هذا العام، وبالتالي لا نعرف من نصدق.
* دعنا نتحدث عن التجربة من خلال التطور الفني للعبة على المستوى الآسيوي، ماذا تتوقع لها من وجهة نظرك؟.
ـ الأمر الأكيد أنه إذا كان الاحتراف مطبقاً لدينا طيلة الفترة الماضية، ونحن إلى الآن لسنا جاهزين للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، فهذا يدعونا للتساؤل هل كان احترافنا خاطئاً والبقية صح، فمثلاً أوزبكستان مؤهلة ومقبولة للدخول في دوري المحترفين فيما مازالت الأمور غير واضحة بالنسبة لنا، وإذا فآلية الاحتراف لدينا غير مكتملة، وهذه مسؤولية لا أحملها للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإنما تعود لتأخرنا في تخصيص الأندية وأمور أخرى كثيرة، وأعتقد أن هناك معوقات كثيرة حتى على الرئاسة بالنسبة للنظام العام.
* تحدثت عن غياب الشفافية فيما يتعلق بدوري المحترفين، فما الذي تقصده، وهل ترى تأجيل مشاركتنا فيه؟
ـ أتمنى أن تواكب كرتنا ورياضتنا كل تطور، والتأخير ليس في صالحنا وإن كنت أرى أن التسرع أيضاً لا يجعلنا نتقدم كثيراً، وأرى أن نبدأ بأساس وأرضية قوية، وبالتالي ينقصنا الإسراع في عملية الخصخصة والقرارات والنقاط التي وضعت من قبل اللجان ومن بينها لجنة الاحتراف ولم تنفذ، وأنا أعتقد أن ما يتعلق بدوري المحترفين فعلاً غير مكتمل لدينا، ولذا فأنا مع التأجيل.
* على ذكر أوزبكستان وتأهلها لدوري المحترفين، فهل فاجأتك خسارة المنتخب بثلاثية في التصفيات؟
ـ بصراحة أنا لاحظت أن الأندية الأوزبكية تطورت وفي ظل نتائج 2007 كان لدي شك بأن يتفوق منتخبنا في تلك المباراة، نحن نتفق بأن الكرة السعودية الآن تمر بمرحلة حرجة سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية أو اللاعبين السعوديين، وخير دليل على ذلك خروج أنديتنا من البطولات الآسيوية ونتائج المنتخب الأخيرة تعكس تطور الآخرين وثباتنا فيما وصلنا إليه ولن أقول تراجعنا.
* بطولة كأس خادم الحرمين، هل ستخدم الأندية السعودية أم ستكون عبئاً عليها؟
ـ هي بطولة قوية سواء من ناحية مسماها أو قيمتها المادية ومكافأتها والمشاركة الخارجية وهي قوية من كافة النواحي، والشيء الغريب هو غزارة الأهداف وخروج المستويات غير المتوقعة، مثل فوز الاتحاد على الاتفاق بالخمسة والاتحاد على الهلال بالأربعة والحزم على الشباب بالأربعة، بمعنى أنه لم يكن أحد من الرياضيين يتوقع حدوث مثل هذه النتائج وحتى أكثر المتفائلين، وأنا أعتقد أن كثرة المشاركات وضغط المباريات سببت نوعاً من تذبذب مستويات اللاعبين.
* ولماذا فاجأتنا النتائج ولم نتوقف عندها وما ****ة ذلك؟
ـ أولاً لو حدث هذا في الدوري فإنه يدل على ضعف المسابقة، ومرورها بهذا الشكل أعتقد بسبب انشغالنا بأحداث أخرى مثل قرارات اللجان ومنها الانضباط عن المستويات والنتائج في هذه المسابقة.
* عودة النصر وتحقيقه كأس الأمير فيصل بن فهد وانفعال النصراويين بها، هل يوازي حجم النادي وتاريخه وما هو تعليقك عليها؟
ـ هذه البطولة تحققت بدعاء الجمهور، وأعتبرها بطولة جمهور النصر، لأنني لا أعتقد أن الإمكانيات الفنية للفريق كانت عاملاً مرجحاً للفوز باللقب، وأكثر المتفائلين لم يتوقع فوز النصر، وكنت أتمنى أن تكون هذه الكأس كأس الألفة والترابط بين أعضاء الشرف وتكون حافزاًَ قوياًَ للعمل الكبير الذي يحتاجه النادي والنصر بحاجة للكثير في الواقع.* هناك من يرى أن هذه البطولة هي انطلاقة النصر من جديد للبطولات وآخرون يرون أنها ليست كذلك، فما هو رأيك بكل صراحة؟
ـ بكل أمانة، ومن وجهة نظري أعتقد أن النصر لن يعود للبطولات بهذا الفريق وبهذا المدرب وبمحترفيه الأجانب وبكثرة عدد الإداريين، فهذا كله لم يخدم النصر هذا الموسم، وما خدم الفريق هذه السنة هو هبوط مستويات الأهلي والوحدة والاتفاق، ولعب الحظ معنا أكثر من أنه مقياس فني، وهذا ليس تحاملاً على النصر ولكنه كلام محب يتمنى أن يرى ناديه في أفضل صورة ويقارع على بطولات كبيرة وعريقة.
* كثير من اللاعبين يسلكون بعد اعتزالهم إما الطريق الفني أو الإداري، فأين الهريفي من النصر؟
ـ أنا منظار النصر الحقيقي وعاهدت نفسي أن أكون واحداً من جمهور الشمس، أتمنى أن أرى النصر في القمة، وأن يعود لقوته، وكثير من نقدي يصب في مصلحته إذا أخذ على موضع الجد.
* حتى وإن كانت هذه الانتقادات مزعجة للبعض؟
ـ لا يهمني هذا التوصيف، الأهم بنظري ألا تكون مزعجة للنصر، وأهم شيء أنها لا تؤدي للفرقة بل تذهب لما يحقق فائدة النادي.
* أثنيت على جمهور النصر في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، فكيف رأيت الاستفتاء الذي أجري قبل عدة أيام حول شعبية الأندية وحل النصر فيه رابعاً؟
ـ من الموسم الماضي وأنا أثني على جمهور النصر وليس فقط في هذا الموسم، أما عن هذا الاستفتاء فأنا مع الإحصاء وليس مع ما حدث وما لا أسميه استفتاء وإنما استطلاع للرأي، ولا أحبذ الاستطلاعات، فمجتمعنا الرياضي لا ينقصه الاحتقان أكثر مما هو فيه، والدليل على كلامي ما حدث في مباراة الهلال والوحدة وهذا من توابع مثل هذه الاستطلاعات، وأقول إن الهلال لديه جماهير كثيرة وكل الأندية لديها جماهيرها الغفيرة ولكن هذا الاستفتاء لن يعود على مجتمعنا بأي فائدة وأنا ضده.
وفي رأيي أن القنوات الرسمية ممثلة في رعاية الشباب لو رأت أن مثل هذه الفكرة تعود على المجتمع بالفائدة لما تأخرت في تنفيذها ولكانت تبنتها منذ وقت.
* وماذا عن العودة لحسم بطولة الدوري بنظام النقاط، هل هو أفضل من نظام المربع؟
ـ أعتقد أنه أعطى قوة وحماساً إلى آخر لحظة في الدوري، وأنا مع تطبيق هذا النظام في ظل تعدد المسابقات، وأرجو ألا يخرج علينا من يتعذر بضغط المباريات .
* رحيل المحترفين والمدربين من ملاعبنا لدول الجوار، هل تراه نتيجة لعدم قدرة إدارات الأندية على حسم الصفقات أم لعوامل أخرى؟
ـ أسعار اللاعبين تتصاعد بطريقة جنونية، ولا بد أن يجتمع رؤساء الأندية لوضع حد للمزايدات، وأنا متأكد أنه في السنوات المقبلة ومع الاستثمار سترتفع الأسعار أكثر، فيما يجب أن نقلل أسعار التعاقدات مع اللاعبين.
ويجب أن يكون هناك ميثاق شرف بين رؤساء الأندية للتصدي لهذه الظاهرة، ونحن مقبلون على دوري المحترفين، وحتى الآن لسنا قادرين على إعطاء كل ذي حقه.
وعلى سبيل المثال تفاريس لا يستحق 4 ملايين دولار ولكن المزايدات رفعت سعره إلى هذا الحد، وللأسف فإن أي لاعب يأتي هنا لا بد وأن يمر على دول الخليج كلها.
وتفاريس من وجهة نظري نفعه انضباط التكتيك الموجود في الهلال لدى باكيتا وكوزمين، ووجود خط وسط متميز يقوم بأدواره الدفاعية بشكل ممتاز، كما أن إدارة نادي الهلال خدمته بطريقه أو بأخرى لتوقيع عقده الجديد بهذا المبلغ المبالغ فيه، وهناك بعض أعضاء الشرف اعتبروا ذلك نقطة سلبية ضد إدارة النادي التي سارعت بحسم تجديد عقد التايب ولم تحسم أمر تفاريس.
* أخيراً اعتزال ماجد عبدالله سيرى النور، كيف تتوقعه وهل ستكون لك مشاركة فيه؟
ـ أنا أسعد الناس بإقامة هذا الحفل، فماجد أخي الكبير وأستاذي في كل شيء، وحقيقة هناك لاعبون أقل من ماجد حظوا بكثير وبأكبر مما يستحقونه، فما بالك إذا كان الاحتفال بنجم النجوم الخلوق الذي أتمنى له التوفيق وأتمنى أن نقف كلنا كسعوديين لرد الجميل لهذا اللاعب الذي قدم كثيراً لبلده، أما عن المشاركة فأنا لا أعرف البرنامج، وسواء شاركت أو لم أشارك يبقى ماجد الأخ الكبير.
الحوار من جريده الوطن