[align=center]
لقد علمت - بعد أمة – أن الناس لا يريدونك أن تقول الحق , فقليل ما هم الذين يعشقون الحقيقة وعلى أي وجه كانت , كأنهم اتخذوا مقولة : ما كل ما يُعرف يقال . شعارًا لهم , ولو كنت ممن سنَّ هذه السنة لما أمَّـلت في علم يظهر , وتجارب تعقد , وبحوث تبحث , ومسائل تستنبط .
بريدة مدينة حديثة الاستيطان , إذ بدأ تأريخها في أواخر القرن العاشر الهجري , فهي حديثة التكوين إذا قورنت بمحافظة عنيزة الضارب عمرها في جذور التأريخ منذ العصر الجاهلي , حيث ذكرها شعراء كُثر من مختلف العصور حتى اليوم , لذلك يأخذنا العجب من تلك الحمية من بعض أهل بريدة حين لا يريدون أن تُكشف أوراقهم الماضيات عبرة للتأريخ , وتقصيًا للأخطاء التي يتجنبها الأجيال ويعتبر بها .
من يذهب إلى جبل طخفة في مركز ضرية التابع لمحافظة الرس يجد هنالك نقوشًا لكلمات يهودية قد استوطنوا هناك , وتلك مدعاة لأن نميل إلى أن أهل القصيم كانوا بقايا من تلك الديانة القديمة , ولكنني لا أزال أرى آثار أفعال اليهود الممقوتة تلاحقهم وتشيع في كثير من تعاملاتهم اليوم .
من يتأمل في كثير من مصائب بلادنا يجدها من المنطقة الرابضة في وسطها وهي نجد , فعلى الجانب الاقتصادي والمالي نجد أن أكثر المساهمات المتعثرة والهاربون أهلوها من بريدة , ولا أريد أن أذكر أسماءً البتة , فكثير من القراء يعلمها ويعرفها كما يعرف الآباء أبناءهم , فقد أدخلوا الناس في دوامات الفقر والعوز حين كذبوا على الناس وسرقوا أموالهم .
مصيبة أهل بريدة أن أكثرهم من الدخلاء عليها , فهم ليسوا من أهلها , بل كانوا نازحين إليها من دول الجوار , بعد نزوح بعض سكان نجد إليها من أماكن عدة , فكأن هؤلاء النازحين ليس فيهم ولاء كما أهل نجد الأصليين , شأنهم في ذلك شأن السكان المهجرين في دول العالم , فمالوا إلى طمس الحقائق تبعًا لحقيقتهم في نزوحهم واختلاف مشاربهم .
قراءة ماتعة وشائقة .........[/align]