
تميزت الليلة الثانية من ليالي المهرجان الانشادي بحضور كبير من عشاق الفن الإسلامي الذين تفاعلوا بواقعية واستمتعوا بالابداع المتوقع لنجوم الانشاد؛ حيث كان لهم ترتيب خاص في جعل الوصلات الانشادية ترن في قاعة الماسة في فندق موفنبيك بريدة، الجهة المنظمة للفعاليات الرمضانية.
فقد طالبت جماهير بريدة نجوم الانشاد مواصلة تقديم الوصلات الابداعية حتى إلى وقت متأخر، مؤكدين بذلك تفاعلهم وإعجابهم بما قدمته فرقة أوج الانشادية ثم ما قدمه النجم محمد المساعد ثم النجم أبو عابد ومن بعده النجم عمر المنسلح الذي قدم قصيدة (نسيتي) وهي من أقوى القصائد للشاعر الكبير أحمد الناصر الأحمد، وذلك لمحاكاتها تراث بريدة.
كما شارك النجم المعروف سليمان العمري في الابداع ومعه فرقة اشراقة التي قدمت العديد من الوصلات الممتعة وتناوب بعد ذلك المشاركون في تقديم كل ما لديهم من قصائد ملحنة بالصوت الإسلامي الأنيق حتى اختتم النجم الواعد عبد الله القناص الأمسية بتميز أكد قدومه للساحة بقوة.
وقد تحدث للجزيرة المنشد محمد زين العابدين (أبو عابد) قائلاً: كثيراً ما يشدني في بريدة ويقودني للتألق فيها هو الجمهور اضافة إلى ذلك ما وجدته من مواهب قادرة على الإبداع في سماء الإنشاد حيث اعجبتني الفرق التي شاركت معنا في المهرجان.
وأضاف: سافرت إلى مدن كثيرة ولم أجد جمهوراً متذوقاً مثل جمهور بريدة الذواق، وهذا الابداع والتألق في تشجيع هذا الجانب وهذا يحسب في هذا الشهر كتنظيم هذه الفعاليات التي يشكر عليها فندق موفنبيك.
الجبيلان و(تقليعات الشباب)
وبعد مضي نصف فترة فعاليات ليالي موفنبيك بريدة الرمضانية يظل التوجيه والتعليم مطلباً لا يقتصر على سن معينة أو فئة محددة خصوصاً وأن الأجواء الايمانية في هذا الشهر المبارك تحيط بالأمة بفضل من الله.
ومن هذا المنطلق فقد اختارت اللجنة المنظمة للفعاليات برنامجاً ارشادياً يهدف للتعامل مع واقع الشباب، وذلك بإقامة ندوة (تقليعات شبابية) للشيخ الداعية سليمان الجبيلان المتخصص في أمور الشباب والمبدع في أسلوب محاورته ومحاكاته لهمومه وطموحه.
مساء اليوم السبت سيكون لزوار الفعاليات موعد مع الشيخ الجبيلان في أمسية مختلفة وذات طابع دعوي شيق، وطالب الأستاذ نايف الجمعة عضو اللجنة الاعلامية للفعاليات من الجميع تمييز هذه الندوة بالحضور لما لها من أهداف وقيم تعود بإذن الله تعالى بالنفع والفائدة.
وقال الجمعة إن تنويع الفعاليات يعد جزئية أساسية في جعل زوار الفعاليات يستفيدون مما يقدم، وقد لاحظنا كم كان العدد في ازدياد مطرد بل وكان قد بلغ ذروته في المهرجان الانشادي لذلك فأهمية التعامل مع الشباب في اختيار المفيد يحتاج لأن يكون الوقت هو الهدف، والحمد لله استطعنا أن نعمل على تقديم ما يرجى وأكثر.
الحلوة: الفعاليات حلم وتحقق
ذكر الأستاذ عبد الله الحلوة مدير منتدى بريدة الالكتروني في حديث خاص للجزيرة عن الفعاليات التي تقام على قاعة الحساسة قائلاً: إن قبل عدة سنوات كنا نرى ونشاهد ونقرأ عن تلك الليالي الرمضانية في عدد من المدن الكبيرة، وكانت بالنسبة لنا حلماً ليس من السهل التفكير بتحقيقه يوماً ما لأسباب كثيرة.. ومع التطور الكبير الذي شهدته في مدينة بريدة أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً لاقامة تلك الليالي الثقافية الهادفة التي تمثل مطلباً لفئة كبيرة من المجتمع وتقدم حلولاً مناسبة لهم كبديل أفضل لعدد من الخيارات المتاحة أمامهم، وكما نشاهد اليوم يتحقق حلمنا بواسطة مجموعة من الشباب السعودي الوفي لوطنهم ومجتمعهم، شباب استشعروا وعرف حاجته وقدم ما يستطيع لخدمة دينهم ووطنهم.