[align=center]عرف عنا نحن أهل نجد عامة والقصيم خاصة الجلافة بالكلام وحتى في تعابير الوجه
وعندما تفتش مصطلحاتنا وكلامنا لا تجد سوى
جعلك للماحي
جعلك للطاعون
الله يريحني منك
وأدعيه لها أول ما لها آخر
أما الكلام الطيب الرقيق فلا تجد له عبارات مرادفة في لهجتنا الدارجة
الكثير تقول له زوجته ودي أسمع منك كلام حلو
فيفتش فلا يجد غير:" بحبك " ،" بموت فيكي " >>> باللهجة المصرية
أو يقول يازين العقل .. شكلك فاضية وما وراك شغل!!!!!
وهذا بالطبع ليس مستغربا إذا نظرنا إلى الطبيعة المناخية والتضاريسية والتربية الاجتماعية
إنما الغريب أن تجد بعض الأجلاف يقومون بحرب مضادة لحركات التغيير الطبيعية الناشئة من احتكاكنا بالآخر للخروج من هذه الكآبة
فنجد هؤلاء الأجلاف يخلطون بينها وبين الغزل والعشق المصطنع
وحتى لا يفهم كلامي خطأ ويغير مسار الموضوع أنا لا أدعو هنا إلى الغزل والمياعة بين الجنسين بل أمقتها وأستهجنها
ولكن أتمنى أن لا يحارب الكلام الجميل ولا يفسر خطا وأن لا يكبت الشعر والمشاعر
شبابنا وشاباتنا عبر وسائل الإعلام يسمعون ويشاهدون أرق وأجمل العبارات
ويتمنون أن يجسدوها في واقع حياتهم
ولكنهم يجنحون في ذلك وقد يضعونها في غير محلها
وهنا تأتي فرصة الأجلاف في استغلال هذا الخطأ
فبدلا من أن ينمى ويهذب لديهم هذا الشعور وهذا الإحساس ليوظف في مكانه الصحيح
نجدهم يحاولون السخرية منه ويحاولون كبته
فيقولون :"يامال الضّعفة .. اعشقي العفة .. اعشقي أمك و أبوك .. أعشقي دروسك "
ضنا منهم أنهم بذلك قد عالجوا المشكلة
والحقيقة أنها جعلوها تنمو وتستغل في الخفاء
الكل منها يود أن يحب وأن يعشق حتى النخاع ولكن لا يدري من يعشق ومتى يعشق وكيف يعشق
وقد يكون هؤلاء الأجلاف مروا بتجارب فاشلة وخرجوا منها بخسائر فادحة فتولد لديهم ردة الفعل المعاكسة ، ولو وجدوا في البداية من يساعدهم لعرفوا كيف ينجحون في حياتهم
يجب أن نعرف أن هناك فرق كبير بين الكلام المنمق والمشاعر الداخلية وأن نعلم ذلك أبناءنا وبناتنا
فعندما أقول لشخص :" يابعد عمري" ،"ياحياتي" ، " جعلك بعدي"
ليس معناه أتمنى أن أفديه بعمري وحياتي
ودائما نسمع اللبناني يهك علينا ويقول :" تإبرني " وفي داخله ربما يلعن إلى سابع جد
والمصري لديه مثل يقول "إذا كان لك حاجه عند الكلب قله ياسيدي "
وقبل هذا وذا الإسلام يدعونا إلى البشاشة الكلمة الطيبة ...
"وتبسمك في وجه أخيك صدقة ..والكلمة الطيبة صدقة"
هم عرفوا هذا الهدي الرباني ولكن وظفوه تبعا لمصالحهم الخاصة
.......فاصل .....
بوفيه في سوق عام يرتاده الكثير من النساء ويعمل فيه سوري
أكثر من 500 بنت أصبحت تحلم في هذا الشاب وتتمنى الزواج منه
لماذا ؟؟
فقط لأنها سمعت منه كلام لم تكن تسمعه من قبل
وضنت أن كلامه ينبع من إحساسه الداخلي
ولم تدري المسكينة أنه إن لم يكن له مآرب أخري فأنه يريدها زبونة دائمة
.......فاصل آخر .....
مجموعة نساء كبيرات عاقلات كن في استراحة
أردن طلب العشاء – مشويات ومعجنات - واخترن أعقلهن
بعد أن فرغت من الحديث مع العامل التركي محاسب المطعم عبر الهاتف
جلست شاردة الذهن برهة من الزمن >>> ياكود الفصحى
سمعت خويتها ينادنها أم فلان ... أم فلان وين رحتي ؟؟
قالت الله يمحاه ما زين حتسيه
والشباب حدث ولا حرج في استغلال مشاعرهم من موظفات الاستقبال وفي سفراتهم خارج الوطن
الموضوع يتشعب وقد يطول ويطول ولكن المختصر و زبدة الكلام
أقول يجب أن نتصنع ونتدرب على اللطافة والبشاشة وحسن التعامل مع الناس
وأن نهذب نهذب وننمي الثور العاطفية الجامحة لدى جيل الفضائيات
لماذا ؟؟
لأننا أجلاف بكل ما تعنيه هذه الكلمة
ولأن النظرة الأولى والكلمة الأولى عندما تقابل أي شخص ربما ترسم علاقتك معه
ولأن التاجر يكسب في تجارته لو عرف كيف يكسب قلوب زبائنه
ولأن والزبون يحصل على خصومات وميزات
ولأن المعلم سيكسب طلابه وسيحب عمله
ولأن الطلاب سيحبون معلميهم ودراستهم
ولأن إمام المسجد سيحب جماعته وتقل الشكاوي يتأخر يبكر يطول ... ألخ
وبالجملة الكل منها سيربح وستكون الحياة في نظره أجمل وأجمل[/align]