كان يوما عاديا ككل ايامنا..استيقظت فيه على صوت المنبه المزعج...انها التاسعه صباح الأحد 5\اا\1427
لم أعتد على الإستيقاظ باكرا..لكنه طرق باب غرفتي ليلة امس طرقته التي احفظها تماما..طق طق طق.. ثلاث طرقات
متتاليات..طلب مني ايقاظه للجامعه..تمام التاسعه قالها بالحرف الواحد( ترى اذا ماقومتين محد بيقومن نومي ثقيل..تسع بالضبط لاتنسين)..في الصباح ذهبت الى غرفته فتحت الباب ..لم اجده..( ماشالله وش صاير بالدنيا عزوز
مقوم نفسه..لا اكيد نايم تحت بالمجلس) هذا ماخطر في بالي لحظتها..وفعلا وجدته هناك في المجلس لكن لم يكن نائما
وجدته وقد ارتدى فروته الرماديه وأمامه القهوه والشاي..والإبتسامه تملأ وجهه البشوش المشرق..(ماشالله لاصرت قايم اجل وشوله تقول قوميني وتحرمني نومتي)..(قال: تعالي تقهوي بس )..جلست وماهي الا دقائق حتى قام وارتدى ثوبه وشماغه وحمل كتبه وخرج الى الجامعة..بقيت ساعتين تقريبا حتى رن التليفون (الو:...الصقعبي..ايه من معي..معك ادارة التعليم جتك وظيفه على البند.....تبعد 300 كيلو.........) الوظيفة التي انتظرتها اكثر من سنه بعد التخرج ..اخيرا ..يالهذا الصباح الجميل..(حمدا لله..وشكرا ياعزوز انك قلت قومين عشان اصحى الصبح والا كان راحت علي الوظيفه).لم تسعني الفرحه ولم انتظر عودة امي من المدرسة فاتصلت بها واتصلنا بأبي الذي يرقد في المستشفى لأخذ موافقته..(الحمدلله وافق ماتوقعت كل شي يتم بهالسرعه وهالسهوله)..اوه عبدالعزيز ماعلمته..اتصلت عليه في الجامعه
واخبرته ..لم يصدق في البدايه ..واظن حتى في النهايه(متعود على مقالبي)..مرت الساعات التاليه ..شعور غريب طغى على شعور الفرحه بالوظيفه..رغم ان الدنيا نهار لكن كنت اشعربالظلام (امشي وافتح اللمبات)..(الرابعه عصرا..امي:جهزتي وش بتلبسين بكرا اول يوم دوام..انا وبدون نفس: لا بعدين )في الرابعه والنصف عصرا عاد اخي الغالي عبدالعزيز-رحمه الله وغفر له- عاد ومعه اخر وجبه غداء تناولها واخر وجبه جمعتنا به(دومينوز بيتزا) كان يحبها لدرجة انه يشتريها من عنيزة..تغدينا وصلينا المغرب وتكلمنا وضحكنا ..وقبل اذان العشاء بقليل(امي: عبدالعزيز هذا رقم السواق اللي بيوصل اختك كلمه وتواعد معه بعد الصلاة عشان توصف له البيت يمره بكرا للمدرسه..عبدالعزيز:اي مدرسه؟ امي:الوظيفه نسيت؟..عبدالعزيز موجها كلامه لي:صادقه يعني بكرا بتداومين ..احلى ياابله ......)..وقام وسلم علي وطبع قبلة على خدي..قال مبروووووووك..كان مبسووووووط وفرحان لي من قلبه..وطلع يصلي العشاء..
قال مبروك ورحل..تارك قلبي كسير.. انكسر من علم جانا اه ليته ما طـــــرا
دمع امي حزن ابوي كلها فيني تثير.. اسئلـة مرة حزينة بدمع عيني تنـقرا
يعني راح..اللي له قلب كبــــــــــير.؟ مات اخوي.؟!!صار يحضنه الثـــرى!؟
بيتنا مظلم كئيب والله بعده صار غير!...مثقل بالذكريـــات وجرح توه مابـــــرا
ذكريات من الطفولة يوم هو توه صغير... ينطق اسمه-ديز ابي-بس مايدري ترا
ان هذا الإسم باقي واعرفه ناس كثيــر... احزنوا لغيابه اللي بكى كل منهو درى
ادري هذا الوقت يمضي ما يوقف بالمسير... يفجعك بأعز ناسك شي عمـره ماطـرا
اسألوا عنه المجرب واسألوا عنه الخبير.. سكته قدام دايم..لامايرجــــــــع ورى
وادري -والله العظيم -كلنا لنفس المصير ...وادري هذي حكمة الله يعطي وياخذ ترا
اسألك ياربي انك ترحم العبد الفقير... وتسكنه جناتك اللي تسوى كل اللي جرا
اختك وبكل فخر
العرض الشجري