(المحاورة الجيدة تشبه لعبة الأرجوحة)
[align=right]هذا القول في معناه يصيب عين الحق ويحتل صميم الواقع، ومن جالس الناس وحادثهم تعرف على فئام شتى من المتحدثين، فالكلمة هي الصلة بيننا وبين الناس، وهي الجسر الذي نقيمه لنصل به إلى قلوبهم،
ولكن.... ثمة وقفة حول ماهية الحوار الذي كاد أن يكون كالكبريت الأحمر في ندرته..
فالحوار تعاون من المتحاورين للوصول إلى الحقيقة ومعرفتها، فضلا عن معرفة وجهات النظر لكلا المتحاورين، فهو يجعل كل طرف يكشف ما خفي على صاحبه من أمور ليمضيا إلى البحث عن الطريق الصحيح والوصول إلى الحق.
إن الحوار الخيّر يفضي إلى سبيل الخير والصلاح، والحوار الماكر يتردى في مهاوي الفتن والشرور، كما أن حسن الاستماع وأدب الإنصات والبعد عن التعصب ومجانبة المقاطعة يساعد على تحديد نقاط الخلاف وأسبابه، ومن ثم، الوصول إلى النتيجة وحصول الفائدة "فالمستمع الجيد متحدث بارع"، وتقدير المتحاورين لبعضهما يقود إلى قبول الحق ويبعد عن الهوى والإعجاب بالنفس وحب الشهرة والثناء.
مُحَاوري..
أن تقول رأيك فهذا حقك.. لكن.. ماذا عن أن تصادر رأيي..؟؟!!
لنفرض أن الصواب معك، أليس خطأي سيحسب علي؟!
ثم أليس الصواب والخطأ أمرين نسبيين..!
إن رأيك مهما استحسنته ففيه نسبة من الخطأ، ورأيي مهما استهجنته ففيه مقدار من الصواب،
أسمعني وجهة نظرك وسأمنحك إصغائي لتقول رأيك..
إذن فنحن متفقان على مبدأ أن يقول كلانا بمقدار متعادل، لكن.. الذي لا يرضاه أحدنا للآخر هو أن ينسى الموضوعية ويفتقد الصواب في الإقناع، فيأتي الحوار موسوما بالهوى والانتصار للنفس، فتضيع حقوق القضية المختلف عليها.
**ومضة..
"إن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف، وأسلوب التحدي يمنع التسليم حتى وإن اقتنع الخصم عقليا" [/align]