كلما فتح محل او سوق من الاسواق التجاريه في مدينتنا الغاليه وشاهدت تلك الجماهير الغفيرة والطوابير
من الناس عند تلك المحلات ادركت اننا شعب يفتقد الى ادنى درجات ثقافة الاستهلاك
وأخر تطبيق على ذلك هو افتتاح سيتي بلازا لذا احببت نقل هذا الموضوع بتصرف لعله يحرك شيئا في نفوس نصفنا الاخر
من أهم أسباب الهم والغم والقلق التي تنتاب الناس اليوم: الأمور والمصاعب المالية، وهي كذلك من أهم أسباب الشقاء الزوجي، وانهدام الأُسر، وإن اهتمام المربين والمعلمين والمصلحين الاجتماعيين بهذا الأمر لا يتناسب أبداً مع أهميته، بل يكاد يكون شبه مهمل،
يعتقد كثير من الناس أن ازدياد الدخل يزيد في السعادة، وأن امتلاك منزل فخم، وسيارة فارهة، وقضاء إجازة ممتعة... وما إلى ذلك يجعل الإنسان سعيداً. وهذا ليس بصحيح، لأن الشعور بلذة قصيرة، ومتعة مؤقتة شيء، والسعادة شيء آخر. وهذا -بالطبع- يختلف عن امتلاك الإنسان ما يؤمن به (احتياجاته) من المطعم والملبس والمسكن والدواء..إلخ
إن ازدياد الدخل يحل المشكلات إذا تعامل معه الإنسان بحكمة، ولكن في كثير من الأحيان يقابل ازديادُ الدخل ازدياداً في الإنفاق وازدياداً في المتاعب المالية،
والسبب الحقيقي للمتاعب المالية لدى ذوي الدخل المتوسط ليس هو عدم وجود المال الكافي للإنفاق بل عدم وجود المعرفة الكافية بكيفية إنفاق مايحصلون عليه من مال.
ثقافة الاستهلاك منبعها المنزل وسلوك الوالدين مع أبنائهم، كما أن مسايرة المجتمع والعادات والتقاليد في بعض الأحيان تجبر الأفراد على الإسراف في المأكل أو المشرب أو حتى المسكن وباقي الاحتياجات الأخرى
ثقافة الاستهلاك التي تعيشها مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، ومجتمعنا السعودي على وجه الخصوص، هي ثقافة سلبية إلى حد كبير وذلك لطابعها الإسرافي الترفي المرتبط بالطفرة المادية التي تنعم بها مملكتنا ولله الحمد،
أن الفكرة الأساسية التي هي محور توعية الجميع ناشئتهم وكبارهم ذكرهم وأنثاهم هي قاعدة الاعتدال تمييز حاجاتنا الحقيقية من حاجاتنا الزائفة.
وتتحمل ربات البيوت الدور الأكبر ،باعتبارهن "قطب الرحى" ، في غرس وتوجيه البيت بثقافة الاستهلاك وذلك من خلال تمثلها القدوة لأفراد الأسرة وإدارتها لبيتها وفق ميزانية تراعي التوازن بين المدخلات والمخرجات،
( و لنا أن نتصور بيتا تكون فيه ربة البيت عاشقة للأسواق تلاحق كل ما تنتجه الموضة من موديلات في شتى المجالات، كيف سيكون سلوك أبنائها في البيت ؟)
وتقبلوا صادق الود