نعيش أيام وسنين ويطوي القدر أعمارنا لنقترب إلى صدع ٍ في الأرض يكون مرقدنا
وبرزخ إلى يوم البعث والنشور والعرض الأكبر ووقوفنا أمام الله الواحد الأحد ثم نحاسب
على أعمالنا صغيرها وكبيرها فهذا هو الإمتحان الحقيقي لنا كبشر ، أسأل رب العرش
العظيم أن يُحاسب الجميع حسابا يسيرا وأن يأخذ كتابه بيمينه .
عــــواد ... الــعــــواد
إسـتـبـشـر الـجـمـيـع في هـذا الـمـركـز ( السوق ) وهـو سـوق الـحـرف الـيـدويــة
والـواقـع فـي داخـل مـديــنـة بـريــدة شـمـال سـوق الـخـضـرة الـرئـسـي وجـنـوب
شـارع الـصـنـاعـة ، زرت هـذا الـمـوقـع حـقـيـقــة مـبـنـى يـحـكـي الـطـراز الـقـديــم
مـع تـنـاسـق تــوزيـع الـمـحــلات وروعــة طـريـقـتـهـا ونــقــوشـهــا والـتـي تـحـكـي
تـلـك الأيــام الـخــوالــي الـمـاضــيــة والـتـي يــحــن إلـيـهـا الـكـثـيــر .
ولـكـنـي لا حـظـت أن هــذه الـمـحـلات أو بــالأصــح هــذا الـمـبـنـى لا حـيـاة فـيــه
فـأغـلـب مـحــلاتــه مُـغـلـقــه سـوى واحـد أو إثـنـيـن ، قـلـت سـبـحـان ربــي
مـا الـسـبـب فـي الـشـلـل شـبـه الـكـامـل لـهـذا الـمـركــز والـذي أعـتـبــره مـهـم
جــداً لـنـا كـمـواطـنـيـن وخـاصــة لـجـيـل الـشـبـاب والأطـفــال لـلــتــعــرف عـلـى
بـعـض الـحـرف والـتـي إنـقـرضـت فـي هـذا الـوقـت ومـشـاهــدة بـعـض الـكـتـابـات
والـمـخـطــوطـات عـلـى طـبـيـعـتـهــا ، كـم سـيـفـتـخــر هــذا الـجـيــل بـهـذا
الإرث لأجــداده الأوائــل ويــتــعــرف عـلـيـهـا وخـاصــة عـنـد زيــارة بـعـض الـمـدارس
لـهـذا الـمـركــز . وأيـضـاً هـذا الـمـركـز سـيـكــون مــزار لـكــل ضـيـف ووافـــد
ومـن يـبـحـث ويــهــتــم بـــعــلــم الأثــار .
ومــا شــاهــدتــه مُـحــزن ويــجــب مـعــرفــة الأســبــاب لــهــذا الـمــوت فـيــه
هــل الـمـوقـع لـه دور ؟ هـل الإعــلام لـم يُـعـطــي هـذا الـمـركــز أهـمـيــة ؟
هـل أصـحـاب الـمـحـلات وعـدم الـتـواجـد يـومـيـاً لـهـم دور فـي هـذا الـشـلل ؟
وهـل .. وهــل .. والـكـثـيـر مـن الأسـبـاب حـتـى يـتـم عــلاجـهـا وتـعـود الـحـيــاة
فـيـه فـيـكــون مـفـخــرة لـكــل مـواطـن وزيـــارة مـن كــل ضـيـف وبــاحـث .
أملي في ربي ثم في المسؤلين بالأمانة أن يؤخذ هذا المقال من باب الجد لا من
باب سوف يدرس ثم يموت ناس ويولد ناس والأمر لم يتغير ، المواطن بحاجة لتلك الإرث
الذي أعتبره أغلى من الذهب .
لــيــلــة ســعــيــدة وأحـــلام مُــفــرحـــة ،،،