و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ، يقوله الله تعالى ناهياً العقل البشري من التطرق للأمور الغيبية المرغوب في بحثها عادة و غالباً في ذروة التفكير و متتابعة السؤال حول الروح تلك الأمانة المودعة في أجسادنا ، أؤمن كمسلم سني بحياة البرزخ مع جهلي التام بماهية تلك الحياة و إنما قمة معرفتنا تتجلى في أن الروح تحس بقرع نعل المشيعين كما ورد في الحديث ، بل إنها تكون أكثر انطلاقاً و قد تلتقي أرواح أخرى و تفرح و تحزن و تألم و لها ثواب و عقاب نجهل كيفيته و لونه و طرائقه وترك السؤال عنه أولى ، و أؤمن أيضاً بوجود أرواح الموتى من أقاربي وأحبابي فبمجرد الإحساس بها قربي و حولي يحفزني للدعاء لهم و التصدق عنهم و ذكراهم تكاد لا تفارقني محاولاً اغتنام فرصة بقائي حياً إلى الآن ، بالتوجه إلى ربي بالعمل الصالح لي و لهم و أدعوه أن أكون من المقبولين ، البرزخ يعرف بأنه الحاجز مابين شيئين و في هذا المقام هو الفترة الزمنية الغيبية مابين وفاة الانسان إلى قيام اليوم الآخر ، وبذلك تكون للانسان ثلاث فترات الحياة الدنيا و البرزخ و الآخرة ، فيما لو عرجنا للاطلاع على حياة البرزخ في مفهوم النصرانية ، فقد اختلفوا في شرح ماهيته إنما اعتقدوا تماماً أنهم بعد مماتهم و تشييعهم تبقى أرواحهم في نفس مواضعها التي ماتت فيها فمن مات في مكان و زمان تظل روحه معلقة في ذات الظرفين ، مع إيمان شعبة منهم بالثواب و العقاب و الفردوس و جهنم ، بل فسرت بعض المفاهيم بتقنيات ممثلة في انتاج سينيمائي صوروا فيه العذاب و الروح و الملائكة و التطهير مستندين إلى فن الكوميديا الإلهية والتي هي في الأساس ملحمة شعرية صورية مقتبسة من رسالة الغفران للمعري ، قد تكون في تلك الأعمال و النتاج الفكري و الفني جرأة غير مستحبة و قد تدعو بصيغة غير مباشرة للزندقة ، وأرها مدعاة للتفكير و الإطلاع و توظيف الخيال بشرط ألا تصل إلى مرحلة الإيمان التام بها ، فلا يعلم الغيب إلا الله ، و الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان كما جاء وصفه وتبيانه في القرآن و السنة وفقط .