جثة الأب لا تزال في موقع مجهول.. وقصيدة في يد المتوفاة ترثي حالهم
حائل.. مطالب بإنشاء قاعدة للطيران العامودي عقب مصرع العائلة في النفود
- إبراهيم الجنيدي من حائل - 17/08/1427هـ
فشلت جهود الجهات الأمنية في حائل حتى ساعة إعداد هذا التقرير في العثور على جثة رب العائلة، التي قضت نحبها في صحراء النفود الكبير شمالي حائل، والتي عثرت عليها الجهات الأمنية الخميس الماضي إثر بلاغ تقدم به أحد المواطنين عن مشاهدة مركبة من نوع (جيب لاند كروزر) متعطلا في أحد المواقع في صحراء النفود الكبير.
أمام ذلك أكد لـ"الاقتصادية" المقدم سعد بن عبد الله المحارب مدير العلاقات العامة والتوجيه والمتحدث الرسمي لشرطة منطقة حائل، أن جهود الجهات الأمنية والفرق المتواجدة في مسرح الحدث مازالت تتواصل في الموقع، للوصول إلى أي أثر لرب العائلة، وأضاف: تم تعزيز ذلك بالبحث عن المفقود عبر طائرة حضرت إلى حائل لهذا الغرض، لعل وعسى أن يتم إيجاد أي أثر للمفقود.
وقال المقدم المحارب خلال حديثه، إن افتراضية أن جثة رب العائلة دفنتها الرمال بدأت في الاتساع، لاسيما أن الحادثة مرت عليها فترة طويلة تتجاوز الشهرين.
وأبان المقدم المحارب، إن رفاة الأبناء الثلاثة المتوفين سلمت إلى ذويهم لإتمام عملية الدفن، بينما جثة المرأة باقية إلى الآن، ولم يتم تسليمها إلى ذويها، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي لم يصدر حتى اللحظة، ومن المحتمل أن يصدر خلال الساعات القلية المقبلة.
وكانت قصة وفاة العائلة التي قضت نحبها جراء العطش، قد هزت المجتمع في حائل، وأشارت مصادر لـ"الاقتصادية" أن العائلة لجأت إلى شرب ماء الرديتر للهروب من الموت، إلا أن تلك المحاولات لم تفلح في إنقاذ الأرواح الأربعة للأطفال الثلاثة والمرأة.
ووفقا للمصادر، فإن أحد الأطفال وجد في خلفية المركبة وتم تغطيته بغطاء، بينما وجد الطفلين الآخرين في المقعد الخلفي للسائق متعانقين، بينما المرأة وجدت بالقرب من المركبة بعد أن أعياها التعب والعطش جراء بحثها عن قطرات ماء تنقذ بها نفسها وأطفالها الثلاثة.
وبرزت مع الفاجعة التي ألقت بضلالها على أهالي حائل طوال الأيام الماضية مطالب قديمة تتجدد مع كل كارثة، تتمثل في إنشاء قاعدة للطيران العامودي في مطار حائل الإقليمي، لخدمة المنطقة ومناطق الشمال السعودي التي تتميز باتساع مساحات صحاريها القاحلة في عمليات البحث عن المفقودين والإنقاذ السريع.
وقال المواطن بدر فرحان الصنيدح، إن حائل تتوسط مناطق الشمال ويجب الأخذ في الاعتبار من قبل الجهات المختصة إيجاد قاعدة للطيران العامودي بشكل عاجل، لمباشرة جميع المهام التي يتطلبها تدخل تلك الطائرات ومنها البحث عن المفقودين وعمليات الإنقاذ العاجلة في أعالي الجبال، التي يمكن للطائرة العمودية أن تصلها.
ويدعم من مطالب الحائليين بإيجاد قاعدة للطيران العامودي في مطار حائل الإقليمي، عدد من الحوادث التي وقعت في المنطقة خلال العامين الماضيين، والتي يأتي من أبرزها تعلق شابين في أعالي أحد الجبال القريبة من مدينة موقق غربي حائل وقضاءهم لـ48 ساعة، حتى تم إنقاذهم من قبل طائرة عمودية قدمت من الرياض، إضافة إلى عدد من حالات الفقد التي تبرز بين الفينة والأخرى في صحراء النفود الكبير شمالي حائل، علاوة على اتساع مساحة المنطقة جغرافيا، وهو ما يصعب من حالات البحث والإنقاذ بالسرعة المطلوبة.
وأبان حمود عبد المحسن الفريدي أنه من غير المقبول أن يتم إرسال طائرة عمودية بين الحين والآخر إلى المنطقة إما للإسهام في إنجاح فعاليات رالي حائل تحدي النفود الكبير، أو البحث عن مطلوبين أمنيين أو البحث عن مفقودين أو إنقاذ مواطنين لا يمكن الوصول إليهم إلا بالطائرة العمودية، وقال نحن نطلب إيجاد قاعدة بسيطة تحتوي على طائرة أو اثنتين على أقل تقدير لاختصار المسافة والزمن في حال الحاجة إليهما، وبدلا من قدومها من أحد المناطق تكون موجودة في المنطقة على مدار الساعة وتخدم المنطقة والمناطق الشمالية.
العرض العادي
