صحي بريدة.. مغلق..؟!
للكــاتب الكبير في عموده اليومي يجريدة الجزيرة ( عبد الرحمن بن سعد السماري )
** المتابع المنصف للخدمات الصحية.. لا يشك أبداً.. أنها في تطور مستمر.. وأن القطاع الصحي شهد أكثر من نقلة نوعية وتطويراً لا يتوقف.
** نحن اليوم.. نملك كوادر صحية وتجهيزات ومستشفيات متخصصة عملاقة.. وتُجرى لدينا عمليات معقَّدة لا يمكن أن تُجرى في أكثر من (75%) من بلدان العالم تقريباً.. ولدينا خبرات طبية.. ولدينا كليات وجامعات ومعاهد صحية.. ولدينا مراكز ومختبرات وتجهيزات يندر وجودها في الكثير من دول العالم.
** في المملكة.. أكثر من كلية طب.. وأكثر من كلية صحية.. وكلية طب مساعدة.. ومعاهد ومراكز صحية.. والمتابع لجهود وزارة الصحة في السنوات الأخيرة.. يدرك أن هذه الوزارة من أنشط الوزارات وأكثرها حيوية ونشاطاً وتجديداً وعطاءً وعملاً بفضل الله.. ثم بدعم حكومتنا الرشيدة.. ثم بجهود معالي الوزير الشاب الدكتور حمد المانع.
** وشيء لا يمكن أن نغفله.. أن معالي الوزير.. حوَّل هذه الوزارة إلى خلية عمل لا تتوقف.. ونشاط وإنجازات ورقابة وعطاء وتفوّق في كل ميدان.
** جولات على جميع مناطق المملكة.. وزيارات لكل المرافق الصحية.. ولجان تطوير.. وخبراء.. وخطوات عملية وإنجازات متوالية.. والذي يتابع الإعلام.. يشهد بنفسه.. عشرات الأخبار عن منجزات وزارة الصحة وما حققته في السنوات الأخيرة.
** إن الذي تعوَّدناه من وزارة الصحة.. هو العطاء والإنجاز والتوسع.. وليس الإغلاق وتضييق الخدمات.
** وما ساقني إلى ذلك.. هو أن بعض أهالي بريدة.. أكَّدوا لي.. أن القبول في معهدهم الصحي قد أُغلق (أوقف تماماً) ولا يدرون.. ما هو السبب.
** ذلك المعهد الذي افتتح قبل أكثر من ربع قرن.. وتحديداً عام 1402هـ وخرَّج آلاف الفنيين الصحيين في تخصصات مختلفة.. هم اليوم.. الذين يشغِّلون مستشفيات ومراكز القصيم وغير القصيم... هو اليوم.. مهدَّد بالإغلاق.
** هذا المعهد.. يتقدَّم له سنوياً آلاف الطلبات.. ويُقبل مائة طالب فقط لا غير.. هو اليوم.. يعلن.. أنه لن يقبل أحداً في العام القادم 1426 - 1427هـ. ولا حتى طالب واحد.
** هذا المعهد الذي خرَّج طلاباً في ميدان حيوي مهم يُغذِّي احتياجات مستشفيات في الشمال.. والشمال الغربي ومناطق أخرى.. هو اليوم يوقف القبول.
** لقد كانت آمال أهالي القصيم في هذا المعهد.. أن يتحوَّل إلى كلية صحية قريباً.. كشأن أكثر المعاهد التي تحوَّلت إلى كليات.. هو اليوم.. لم يكتفِ ببقائه على حالته الراهنة بل يُغلق أبوابه في وجه طلابه.
** هل اكتفت القصيم اليوم من الممرضين والفنيين في المختبرات والضماد والأشعة والإسعاف والصيدلة والتخدير وفي كل المجالات الصحية..
** هل غطى السعوديون كل الاحتياج.. حتى في مدينة بريدة نفسها؟
** هل تم تغطية الاحتياج لعشرين سنة قادمة مثلاً؟
** منطقة القصيم.. من أضخم مناطق المملكة وأكبرها مساحة.. وأكثرها سكاناً.. بل تشهد كثافة سكانية معروفة.. ولديها مئات المدن والقرى المتقاربة بل المتلاصقة.. بل ربما تتحول القصيم.. إلى مدينة عملاقة واحدة عما قريب.
** وهذه المنطقة الحيوية.. تشهد توسعاً شاملاً في كل القطاعات.. وتشهد استقطاباً للبشر.. بل تشهد ولادة مشاريع صحية جديدة.. وهي بدون شك.. تحتاج إلى كوادر فنية سعودية.. ولن يغذِّيها (أولاً) سوى معهد القصيم بأبناء القصيم.
** أما لماذا وكيف أعلن عن إغلاقه.. فالجواب بدون شك.. لدى وزارة الصحة.. وهي الأدرى والأعرف..
** فقد تكون الرواية عن إغلاقه غير صحيحة.
** وقد يكون الإغلاق لغرض آخر مهم.. أهم من بقائه هكذا.. كمعهد.
** وقد يكون لأسباب أخرى مهمة.. نحن لا نعرفها.. ولدى وزارة الصحة.. الخبر اليقين.
** المهم.. أو (الزِّبدة) أننا نرفع هذا التساؤل باسم أهالي القصيم.. لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع.. ونجزم.. أننا وإياهم.. سنجد جواباً شافياً.. كعادة معالي الوزير دوماً..