بريدة: حمود الفهيدي
تبحث عائلة المواطن سعد بن فرج بن سليمان الحربي من مدينة بريدة عن من يقف معهم في محنتهم وعتق رقبة والدهم من حد السيف والبالغ من العمر خمسة وسبعين عاما، عائل الأسرة الكبيرة، والمكونة من اثنتي عشر فردا نصفها من الأولاد والنصف الآخر من البنات والموقوف في سجن القصيم العام في قضية قتل شاب في العقد الثاني من عمره ومساعدتهم في دفع عوض العفو المشروط والبالغ عشرة ملايين ريال بعدما أصر ذوو المجني عليه على دفع هذا المبلغ الكبير.
وكان الحربي قد قتل الشاب دفاعا عن النفس إلا أنه لم يستطع إثبات ذلك وتم الحكم عليه بالقصاص لقتله المجني عليه والصادر بشأنه الصك الشرعي رقم 5/م/ج في 12/4/1425هـ المصادق عليه من محكمة التمييز ومجلس القضاء الأعلى.
وقد هجرت الأسرة الكبيرة منزلها المتهالك في حي الرابية الذي وقعت به الحادثة إلى منزل مستأجر بحي الفايزية بناء على طلب والدهم ورغم شح المادة إلا أن تلك الأسرة نفذت ما طلبه عائلهم.
"الوطن" تواجدت في منزل السجين المستأجر وتحدثت أم محمد زوجة السجين السبعيني الذي يقبع خلف القضبان في سجن بريدة العام منذ نحو سنتين وشهر تقريبا وطالبت أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء تفريج كربتهم في عتق رقبة عائلهم الوحيد مشيرة إلى أن زوجها كان رجلا يشهد له الجميع بحسن الخلق والالتزام وعدم الأذية للغير ولكن كانت نزعة الشيطان أصابته في تلك الحادثة المشؤومة التي حولت أفراحهم وسعادتهم إلى هم وحزن وأضافت أم محمد أن المبلغ كبير ويحتاج إلى المساعدة من أهل الخير.
وقال علي (9سنوات) ابن السجين المحكوم عليه بالقصاص إنه يتمنى إخراج أبيه من خلف القضبان ودفع المبلغ الكبير مشيرا إلى أنه كلما ذهب إلى المدرسة يتذكر أبيه الذي كان يوصله إلى المدرسة، وأنه يبكي بحرقة وألم لأنه لا يجد والده إلى جواره.
وأوضح الوكيل الشرعي للسجين وابن قبيلته سعود بن رشيد الحربي أنه منذ صدور الحكم بالقصاص على الطاعن في العمر والموقوف في سجن القصيم العام ونحن نسعى مع أهل الخير من المشايخ وأعيان القبائل للحصول على تنازل عن الدم من أهل المجني عليه وفي يوم الأحد 25/6/1426هـ وسعيا للصلح،وطلبا لإعتاق رقبة سعد بن فرج الحربي المحكوم عليه بالقصاص قام أصحاب الفضيلة المشايخ وأعيان القبائل من حرب وعتيبة يتجاوزون العشرين شخصا بزيارة إخوان المجني عليه في منزلهم بحي الرابية بمدينة بريدة وتوجه المشايخ لهم بالنصح والإرشاد وطلب العفو منهم وإعتاق رقبة المحكوم عليه بالقصاص.
وأضاف سعود بن رشيد الوكيل الشرعي أن شقيق المجني عليه الأكبر محمد تنازل عن حقه في استيفاء القصاص مقابل عشرة ملايين ريال سعودي وقبل بذلك الحاضرون وقد تكفل الشيخ بندر بن عبيد بن هديب بضمان ذوي القاتل بالوفاء بالمبلغ المطلوب وعلى هذا تم الاتفاق.
وناشد الداعية الشيخ سعد بن عبدالله البريك في خطاب رقم 363/26/ش ع وبتاريخ 29/8/1426هـ أهل الخير بالتبرع بشيء والمساهمة من كل قادر بماله بما يستطيع لإعانته وعتق رقبة السجين الحربي مشيرا إلى أن من أراد أن يتبرع عليه التقدم بشيك مصدق لأمر رئيس المحكمة العامة ببريدة مساهمة في عوض العفو عن السجين سعد بن فرج الحربي الطاعن في السن.