زيزتي الغالية
انت في حياتك الجديدة بين عاطفتين عاطفة الحنين إلى البيت الذي ترعرعت بين جدرانه , وتقلبت فيه على أسرة ناعمة لينة من الحنان
والحب ,ومن أبوين شفيقين رحيمين , وبين عاطفة السرور بإنسان جديد اخترته كما اختارك لتكونا رفيقي رحلة هذه الحياة التي ستمضيانها معا لوحدكما وربما رافقكما من البنين في هذه الرحلة ما الله مهيئه لكما , غير أنكما ستظلان أنتما السائرين الرائدين
واعلمي يابانيتي أن هذا الإنسان الجديد في حياتك , لم يخترك رفيقة له في هذا السفر الطويلة الا لأنه رأي فيك من المزايا الحميدة
ما يجعله يطمئن إليك في ان تكوني له أنسه وبهجته وموضع ثقته ومعينا له في شؤونه , فكوني عند حسن ظنه بك . وراعي في حياتك
معه الأمور التالية :
حذاري ان تظهري الاستياء والغضب , في الساعة التي يكون فيها مسرورا أوان تظهري المسرة في الوقت الذي يكون فيه
ا .
لتتشاغلي عنه في قضاء حاجاتك حين تكون له حاجة بل سارعي الى قضاء حاجته أولا .
كوني سموعا منصته حين يتكلم فان من ابغض الناس الى المرء ان يرى من يحدثه متشاغلا عنه و غير مصغ اليه .
حاولي جهدك في إدخال المسرة الي نفسه حين ترينه
ا فان الزوج الذي لايجد في بيته من يواسيه ويخفف عنه الامه ومصاعبه التي يجابهها خارج البيت لا يلبث ان ينفر من هذا البيت وإذا حصل هذا النفور لابد للزوج حينئذ من أن يبحث عما يخفف الامه وإحزانه ويسليه خارج البيت وليس إمامه غير ان يرتكب أشياء محرمه لاسمح الله وحينئذ تسوء العاقبة ويتحول البيت الى جحيم لايطاق وتنهار الاسرة وتفضين حياة كلها شقاء وعناء وبؤس . وخصوصا حين ترين حولك من البنين ماهم في أمس الحاجة الى والد يرعاهم ويضفي عليهم حنانه وعطفه وبره , إذ أن حنانك وحبك لهم ليكفيهم مطلقا ولا يسد تلك الثغرة التي فقدوها من أبيهم . وثقي تماما أن منزلك الأول لايمكن أن يتسع لك مهما رحب ومهما كان لك في قلب صاحبيه _أبيك وأمك _ من العطف والحب والحنان
, ذلك لانك تشعرين فيه أنك أسيرة مغلوله اليدين لاتستطعين ان تتصرفي كما كنت تتصرفين في منزلك .
اجعلي كل هذا الأمور نصب عينيك . وبذلك تضمنين لنفسك ولزوجك وبنيك حياة سعيدة ومستقبلا زاهرا
وأتمنى لكما كل هناء وسعادة والله يحفظك لامك الحنونة .................