تنظر الجهات الرسمية في محافظة جدة خامس قضية تتولاها جمعية حقوق الإنسان منذ تأسيسها وهي اعتداء مدمن مخدرات على بناته بالضرب وحبسهن, ما حدا بالأم إلى الهروب ببناتها من المنزل واللجوء إلى جمعية حقوق الإنسان التي أحالت الأمر للشؤون الاجتماعية فوفرت مسكنا مؤقتا للأسرة لحين البت في القضية.
وفيما كلفت جمعية حقوق الإنسان أحد المحامين بتولي القضية حاول الأب الفتك بأبنائه وزوجته واعتدى عليهن بالضرب والشتم على مرأى ومسمع من أعضاء الجمعية وهددهن بالقتل في حال خروج القضية للجهات المختصة, ما أدى إلى نقل أفراد الأسرة إلى مكان سري أكثر أمنا.
ومن مخبئها قالت الأم لـ "الوطن" إنها تزوجت منذ أكثر من 22 عاماً ولديها 4 بنات وولدان من زوجها "سعودي الجنسية" الذي انقطع عن العمل وأصبح عاطلا دون مورد رزق. وأضافت أن إدمان زوجها للمخدرات والمسكرات وضع الأسرة على حافة الضياع حيث كانت تنتقل من مسكن إلى آخر بسبب عدم تسديده للإيجار، فيما صار مصدر الدخل الوحيد عمليات النصب والاحتيال التي يقوم بها ضد كل من تعامل معه، حتى إنه رهن بطاقة العائلة أكثر من مرة لكي يشتري المسكر والمخدر ولم يقم بإضافة أبنائه الثلاثة رسمياً، لذلك اضطرت إدارة المدرسة إلى منعهم من دخول الاختبار بموجب شهادات تبليغ الولادة فقط.
وعزت الأم سبب لجوئها إلى جمعية حقوق الإنسان إلى كون الأب "غير أمين على بناته منذ أن كن صغيرات وقد تفاقم هذا الأمر مؤخراً وأصبح يطردني من المنزل لكي ينفرد بهن ويفعل ما يريد"، وفي كل مرة تحاول التصدي له تتعرض إلى شتى أنواع العذاب من ضرب أمام الناس وشتم وحبس في المنزل.
وذكرت الأم أنه عند دخول الاختبارات النصفية وبعد منتصف الليل طردها من المنزل، فقررت الهرب ببناتها إلى جمعية حقوق الإنسان التي استمعت لتفاصيل المأساة وهيأت أحد المحامين لمتابعة الموضوع مع الجهات المختصة بعد أن وفرت لهن مأوى.
وفيما تطالب الأم الجهات المسؤولة بمساعدتها في الحصول على الطلاق ومعاقبة الأب المدمن تكشف البنت الوسطى (15 عاماً) وهي تبكي بحرقة أن والدها يحاول إيذاءها دائماً وخاصة وهي نائمة. وتطلب الحماية لها ولشقيقاتها الثلاث وأخويها الاثنين من أب مفترس لا يعرف معنى الأبوة ويتعاطى كل أنواع المخدرات من سنوات ولا يعرف معنى العبادة أو الخوف على أبنائه.
وبدوره قال رئيس جمعية حقوق الإنسان في محافظة جدة الدكتور حسين الشريف إن هذه القضية هي الخامسة في محافظة جدة وبنفس المسببات, وقامت رئيسة لجنة الأسرة بجمعية حقوق الإنسان الجوهرة العنقري بزيارة الأسرة في مكان اختبائها وبالاطلاع على الظروف والملابسات التي تواجهها وجدنا أن القضية ثابتة لدينا , فهناك أب يقوم بالكثير من التجاوزات غير الأخلاقية تجاه أسرته.
وأشار إلى أن القضية سوف تأخذ مجراها الطبيعي للتحقق من صحة ما قيل من الأسرة, والاستماع للطرف الآخر وهو الأب, وقد قامت الجمعية بفتح ملف للقضية في المحكمة ومتابعتها.
وأوضحت رئيسة لجنة الأسرة الجوهرة العنقري أن القضية أحيلت إلى الشئون الاجتماعية التي قامت بدورها بتوفير مسكن خاص للأسرة يؤويهم من تسلط ذلك الأب في ظل تهديداته لهم بالضرب والقتل وحرمانهم من مواصلة التعليم وما إلى ذلك. وأكدت أن الجهات المعنية سوف تقوم بالتحقيق في الأمر وإن ثبت ذلك ستنال المرأة مطالبها والتي تنحصر في الحصول على الطلاق ورفع الولاية من هذا الأب ومحاسبته قانونيا.
وأضافت: نحن كجمعية ندرس حالياً كيفية تأسيس دور للحماية والتأهيل للأسر التي تحتاج لإيواء من سيدات وأطفال على أن تقوم ببنائها جهات معنية، وتتوفر فيها عدة خدمات صحية واجتماعية ونفسية بما يتوافق مع مجتمعنا.
العرض الشجري