هل أصبحت محلات الماركات النسائية تنافس القنوات الفضائية ؟!!
هل تحوّلت المحلات النسائية إلى دور عرض للجمال ؟!!
هل أصبح الرجل يقاس بمدى اقترابه للعالم الأنثوي شكلاً ومضموناً ؟!!
هل انتهى زمن الرجل الشهم ؟!!
وأصبحنا في زمن نهاية رجلٍ شجاع ؟!!
ما الذي يحدث بالضبط ؟!!
تتغيّر المقاييس في المجتمعات ولكن ليس بالطريقة التي تحدث في مجتمعنا اليوم !!
لقد تحوّل الكثير من العادات إلى ذكريات !!
اتبع أصحاب الأموال قواعد تضمن لهم الربح بأي وسيلةٍ كانت !!
وبالقريب سمعنا عن تلك الرشوة التي بلغت عشرة ملايين ريال !!
وكل يوم يخرج علينا أسلوب ابتزاز واغتصاب للأموال !!
فالمهم لدى رجال الأعمال هو وصول الريال !!
قبل يومين اتصلت على أحد الأصدقاء ممن يعملون لدى مجموعة من المحلات النسائية !!
وتلك المحلات متخصصة بالماركات ….. !!
اتصلت عليه مسلّماً وطالباً في نفس الوقت !!
ولم تصل الأمور إلى حد التوسل ( الشحاذة ) الذي نراه عياناً بياناً لكل متقدّمٍ وباحثٍ عن وظيفة !!
طلبت من صديقي إملاء شروط المحلات التي يعمل بها !!
تطرّقنا للمؤهل والجدية والأخلاق !!
وأثناء حديثنا قاطعني صديقي سائلاً !!
صديقك له لحية ؟!!
تفاجأت من طريقة السؤال وحاولت التركيز وطلبت منه الإعادة !!
قال لي مرةً أخرى !!
اللي يبي يقدّم للوظيفة له لحية ؟!!
علمت أن سماعي للخبر في المرة الأولى كان سليماً وليس في أذني ( صمخ ) !!
قلت بل تلعثمت !!
وما دخل اللحية في عملكم ؟!!
قال صديقي الموظف !!
للأسف إن صاحب العمل ومدير التوظيف يشترطان ( خلو لحية ) !!
استغربت كلمة ( خلو ) فعاودت السؤال مرةً أخرى !!
هل تعني في كلمة ( خلو ) حلقها أم تقصيرها ؟!!
قال لي !!
بل هم يريدون حلقها في الدرجة الأولى !!
قلت له : اتق الله ولا تكن مازحاً !!
فقال وهو يضحك !!
بل أنا جاد في كلامي !!
فلا تحاول لصاحبك بوظيفةٍ عندنا !!
قلت له : وما السبب ؟!!
قال : لأنه لا يصلح ( شكلاً ) في المحل !!
إنا لله وإنا إليه راجعون
هل أصبحت اللحية عيباً عند أولئك التجار !!
وهل نرى امتهان اللحى في عصرٍ لا يعرف لها قيمة !!
فالكل يتطلّع للوظيفة وقد يكون مستعداً لتطبيق الشروط بحذافيرها !!
فهل كل من نراهم في محلات الماركات من حالقي اللحى قد التزموا بتطبيق الشروط ؟!!
هكذا تتغير النفوس مع هزةٍ للفلوس !!
تحياتي للجميع