جاء شهر الخيرات فامتلات صندوق المحذوفات كان شهر رَمَضَانَ هُوَ الشَّهرُ الوَحيدُ الذي احس به بأنتشالِ النَّفسِ مِن أوحَالِ الذنوبِ والمَعَاصي فَأعيدُ الأمورَ إلى نصَابِهَا والميَاهـُ إلى مَجَارِيها غَيرَ أنَّ رَمَضَانَ هَذَا العَامِ حَل عَلينَا وَكأنَّ أحدٍ يوقظني مِن غَفوةٍ يسيره سرعان مَا حَل عَلينا وَكأن رمضان المَاضي لَم يَمضِ سِوى أيَّامٍ عَلى رَحيلِه جَائتني رِسَالَةٌ أيَقظَتني مِنْ غَفلتي مُفَادِها :*[ رَمضَانُ هَلَّ هلالُهُ فَأعنَّا اللهم عَلى صِيَامِهِ وَقيَامِه ]عِندَها هَرَعتُ مِسرِعَاً وَرمَيتُ عَن نَفسي غِطَاء اللهو بَينَ مَلَذَّاتِ الدُّنيا أصبَحتُ أقَلِّبُ سِجِلَّ حَياتي مِن رَمضَانَ ذاكـَ إلى هَذا رَأيتُ التَّقصيرَ قَد تَفوَّقت بِهِ نَفسي إنتَقلتُ إلى أغرَاضي جَعلتُ أمَزِّقَ كُلُ وَرَقةٍ شَهدَت بَعثَرَةَ حَياتي واحطك كُل رَمز للذنوبِ والمعاصي مِنْ هُنا أحرِقُ أشرطَةِ الأفلامِ والمسلسلاتِ ومنْ هناكَ أرمي بصور الممثلاتِ والمَاجنات ثم إنتقلت إلى جهازي الخاصُّ فَملأت صندوقِ المهملات من مجلدات الأغاني ووملفاتِ الذنوبِ في الخلوات*أقبلت العصر لأقضي مافات مِن الصلوات فقد غِبتُ عنها في سُبات وَما أن أتممت الركعات وعادَ قَلبي وصَحى منَ الغفلات فَإذا المسجِد يصدحُ بِكلام رَبِ البريات قَد عكفَ العباد يرتلون الآيَات جَلست معهم فقد غرتُ منهم عسى الله أن يَفتَحَ على قلبي حتى المَمَات .*سِرتُ للمسجدِ بَعدَ المغرِبِ كانت أمَامي امرأة يتبَعُهَا بَناتُها متَّجهات لمصلَّى النسَاء ,فقلتُ شَتَّانَ ممِن عَكفنَ عَلى المُسلسلاتِ والفضَائياتِ ,وَممن سِرنَ في رَكب الصالحات
وفهذه مرأةُ سافره ساهره عَلى القنوات الهابطه أو في الأسوَاق متزينه متبرجه لا يَهمها لا ولد ولا تلد وتلك بينَ أروقَتِ المَسجد للصَّلاة عَاكِفة أو في بَيتِهَا للقرآن قارئهٌ وقَـدْ قَامَ خَيـرُ العَالمينَ محمد دخلت المسجد لاصلي العشاء كَانت نَفسي تَصرَعني للهوى فأخذتُ لَها عَهداً أن أقضي الصلاةَ المَفروضَة وأخرج بَعدأن أتممت الصلاة ورايتُ ذاك الشيخُ الهَرِمُ يأتي مُتحَاملاً خُطاه مُنحَني الظَهرِ مُتكئٌ عَلى عَصَاه يقاوم نَفسه ليتِمَّ التَّراويحَ كَامِلة سألتُ نَفسي : لِمَاذا يَشقُ هَذا عَلى نَفسِهِ ؟!! بَل مَا هو الجَزَاء ؟!غَيرَ أني عَجزتُ عَن تَمَالِكِ قَلبي فهلت مني الدموع وحَقرتُ نَفسي فكبرت فجَانِبِهِ خلف الامام وَبعدَ أن فَرِغنَا مِنَ الصَّلاة قُلتُ لَهُ :*يَا خَالُ ،لم تشق عَلى نَفسك وَتأتي ؟!!فطأطأ رأسَهُ ثُمَّ قَالَ وَهوَ يَمسَحُ عَن عَينَيهِ بِشماغه :][ أخَشى أن يكَونَ رمَضَانُ هَذَا آخِرُ رَمضَان ][*عِندها لمتُ نَفسي عَلى هَذا السؤَال لوَحسدت هذا عَلى نفسه لمُؤمِنَةُ الصَّادِقَة*رَجَعتُ للبَيتِ وَكأنَّ رَمضَانَ هَذَا أوَّلُ رَمضَان تَساؤلاَتٍ في نَفسي غَيَّرَهَا رَمَضَان*أوَّلَ مَا حَلَّ شَهرُ الخَيرَاتِ إمتَلأتْ سَلَّةُ المَحذوفَات مِن المَعَاصي والذُّنوبِ والمُنكَرَات
لِمَاذاَ أنا لا أستَحي مِنَ الله إلا في رَمَضَان ؟اليسَ المُطَّلِعُ عَليَّ في رَمضَانَ مُطَّلِعٌ عَلي في شَهرِ شَوَّال ومَاذاَ إن كَانَ رَمضَانُ هَذَا آخرُ رَمضان لي !
لكن رمضان *نقطهٌ للبِدَاية وَحضناللتَّوبَةِوشجرة يقطف مِنها ثمرة المغفره تخرج القُلوبَ من رمضان صاَفيه ،
هذهـ حروفا كتبته من العام الماضي للتذكير لأفعالنا ..