فِ ذات يوم دراسي كنت اجتر الخُطى مثقله بهموم الحياة ومتعاب الدراسه اللتي انهكت تفكيري في مستقبلي واموراً اخرى ....
زفتني احد الاداريات إلى صفي معقودة الحاجبان وصوت احتكاك خُفّي بالأرض يملأ فراغات الارجاء بالإحباط والكسل . .*
دخلت الصف واذ به يضج بالاصوات والحيويه المفعمه تسللت لأقرب مقعد إلى صديقتي المحبوبه
مسحت بنظري على عجآله بالصف المليء بالملامح المختلفة اللون والشكل واذ بها ترسو عيني على تلگ ...
لا إرادياً بدأت ارمقها ببصري المزدحم بالاوجه والافراد ...
ادرت رأسي بسرعة البرق خوف ملاحظتها استراقي النظرات الخاطفه
وحاولت كسر فضولي بالحديث مع صديقتي وخلق النقاشات كي اتناسى ما رأيت
توقف حديثنا لبرهه وارمق صديقتي تنظر برهبه !!
قالت لي خافته : شوفي هذي لابسه باروكه !!
باغتها قبل ان تكمل حديثها واستجمعت قواي وضغطت على فخذيها حدّ الالم
يبدو انها فهمت ما كنت ارمي له تجنباً لرفع صوتها والتفاف الانظار حول تلك ...
بدأت المعلمه بإسكات الصف والصراخ حتى بدأت الاصوات تخمل شيء فشيء
من هناك تشرح المعلمه بمثابره
ومن هنا اشعل تفكيري محضر مخابره
تلمست شعري ورددت إلى ان قرع سمعي جرس الفسه : الحمد لله الذي عافاني من ما ابتلا فيه كثيراً من الناس وفضلني على كثيراً منهم تفضيلاً كثيراً
لفتت نضري بعض الطالبات في الصف بحركات لا اخلاقيه ونظرات طالت خاطرها*
حرقوها بنظراتهم الفضوليه ...
والبعض يفهم مراعات المشاعر على انها سخاء ملحوظ في التعامل اللطيف والعطف الباذخ مع المواقف المحرجه واللتي تُفاقم الموضوع وتحسس من وقع في الاحراج انه نقطة اهتمامٍ مشؤم ومثير للرحمة والشفقه
ما اريد طرحه هو :
لماذا لا يفقه البعض ان نظرته وهمسته ولمزته تخدش الاحساس وتكسر الخاطر و لماذا لا يستوعب البعض الآخر ان سخائه في الطيبه مع من يقع في المواقف المحرجه تزيد من فجوة الخدش وتُشعره انه في حالة اضطراب لا اعتياديه ..... !!
لتسير الامور بطريقة طبيعيه في تلك المواقف ولنكن امة وسطاً لا استعطافٍ ولا اجحاف ...
ولنجعل من وقع في المواقف المحرجه يخرج منها بطريقة تحفظ كرامته . . .
ولنحاول ان لا نصطاد الزّلات والعثرات ودفع البعض للوقوع في منصة الاحراج وان لا نطلق لفضولنا العنان او نمد بصرنا لأشياء لا تعنينا ونطيل النظر في اشياء ليس لنا صلاحاً فيها . . .
** * *والسلام ختام

*