قال لي صاحبي
لا ادري احس انني اعيش في اجواء من الكابه والضيق التبرم .. اشعر بأن افكاري
مشوشه .. وسلوكياتي متغيره .. وقناعاتي متزلزله ... احس بتغير في شخصيتي
وطباعي وسلوكي .. وكأن عقلي يتشكل من جديد ..
قلت له
شدة وتزول والحياة طبعها هكذا يوم لك ويوم عليك ..
قال ابن المنطق ... احس في نفسي
ان صاحبي يتشكل عقله من جديد في مجتمعات العولمه الماديه ..
قال لي لا احس ان فكري تجاه نفسي وتجاه الناس بداء يتغير
قلت له وكيف ذالك ؟؟
قال لي
احس ان الناس يستغلون طيبي ... احس ان كل من حولي
يؤذنني ولا يحسنون التعامل معي ... اشعر انني اعطي الناس
الطيب والبخور ويعطونني الجمر والرماد الحار ...
ولذا بدأت نفسي تتحول الى نفس سبعيه .. تريد المقاتله والدفاع عن الحقوق
واخذ الحق بالقوه .. كأني رأيت النفس السبعيه هي النفس التى
تأخذ حقها في عالم السباع البشري الذي نعيشه ...
قلت له
لاحول ولا قوة الا بالله ... هون عليك يا رجل فأنت تتكلم
بكلام خارج الاخلاق والقيم والاعراف ... 
قال لي
... ارجوك نحن في زمن العولمه .. زمن القوه ... زمن
ان لم تكن ذئب اكلتك الذئاب ... الاخلاق والقيم والاعراف كانت
نافعه في زمان مضي .. اما اليوم فأن الناس لاتحترم الا الاقوياء
اصحاب المناصب والشهادات ... 
دائما ما اسأل نفسي لماذا جبل الانسان على اذيه الانسان ؟؟
وصدق الرسول الكريم حين قال (( تكف شرك على الناس فأنها
صدقة منك على نفسك ))
قلت له عفوا ماذا تقصد بهذه الاذيه ؟؟
قال لي
انها اذيه من احسنت اليه واعطيته .. دائما ما ينكر فضلي
ويقف في وجهي ويعاندني وينسى معروفي وكأنني قطعة منديل
اذا قضي حاجته مني رماني في الارض
اذية ممن يستغل طيبة قلبي ويجعلني مسخرا لمصالحه ومنافعه
يمتص خيري وياخذ جهدي وعرقي .. وبكل دم بارد .. لا يدعو ولا يثني
ولا يكافي ولا يشكر .. بل يعرض عني ويتركني وكثيرا ما يؤذيني ويسبني ..
دائما ما أسال نفسي ..(( لماذا جبل ابن ادم على الاذية والعدوان ))
لماذا احسن للناس ويسيئون لي ... ؟؟
لماذا يحترم الناس الاقوياء ,, ولا يحترمون الضفعاء واهل الاحسان والخدمه ..
انهم بهذه الطريقه يجعلون طيب القلب ... ذئب يعوي ورجل اقشر لا يرحم
انهم يجبروونا على الشك بكل احد ... وسؤ الظن بكل احد ... وان تاخذ حقك
وافي ولا تتنازل عنه .. وان تحمي نفسك بالقشاره والشده والقوه والذهانه
قلت له ولكن طيبة القلب هي من تغلب في النهايه ؟؟
فقال لي
دعنا من نظرياتك الارنبيه التى تدعو الى التدجين ولحس التراب
مثل هذه النظريات السلوكيه جعلت المجتمع ينقسم الى مجتمع ارانب ملعوب
عليهم ومجتمع السباع الضواري التي تأكل هذه الارانب ...
لغه القوه هي الغه الوحيده التى يفهمها الجبناء ..
قلت له
ان العاقبه للتقوي وانا لا ادعوك الى ان تكون ارنب وبطه يؤكل حقك
انا ادعوك الى حسن الخلاق واذكرك بحديث ابي هريره (( جاء رجل الى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال ان لي قرابه اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم
ويسئون الي واحلم عنهم ويجهلون عليى ... فقال لئن كنت كما قلت فكأنما
الماء الحار ولا يزال معك من الله ظهيرا عليهم مادمت على ذالك ))
وهذا وعد من الرسول بأن النهايه لطيب القلب (( والعاقبة للتقوي ))
وان القشاره وشين النفس والتعامل بأخلاق السباع
لن تنفعك في الحياة ولا في الممات ..
قال لي
.. انت لم تنكوي بنار الغبن ... وجمر القهر .. وسم
الاستغلال .. وحقران الرجال ... لقد عشت طيب القلب بما فيه الكفايه 
ومجتمعي يفرض علي ان البس لامة الحرب وان اكون من السباع
وإن لم تكن الا اسنه مركبا ... فما حيلة المضطر الا ركوبها ..
فاصله
مع الاسف .. كثير من الطيبين تحولوا في المجتمع المادي الى سباع ضاريه ..
العرض العادي
