من منا في بريدة لايعرف قارئ بريدة الشهيرالشيخ عبدالعزيزالعيدان حفظه الله ,قارئ من طرازخاص جدآ يجمع بين الروحانية والزهد, اشتهربطول القيام أثناءالتهجد,واجتمع عليه آباؤنا في لحظات السحرفكان هوالقارئ الذي يشنف أسماعهم في قديم الأيام الرمضانية في بريدة ماقبل الحضارة , وقت كان الناس كالجسد الواحد لايفرق بينهم شاغل دنيا !
في مسجدالعقبلي بشارع الخبيب (ماقبل الاسفلت والكهرباء) كان الشيخ شابآ نشيطآ يجلجل بصوت رخيم جهوري يتغنى بالقرآن, وبعدفترة استعان بمكبرصغيريعمل على بطارية سيارة عسى أن يسمع من كانوا خارج المسجد ! , وقتها كانت بريدة مزهوة بقارئها البارع الذي أسس مدرسة الجمال والتغني بكتاب الله , فكان أول قارئ يتهافت عليه الناس في ليالي رمضان بداية من عام 1380
ولمسجدالعقيلي ذكرى جميلة مع جمال صوت القارئ الشيخ عبدالعزيزالعيدان, وقت أن كان المسجديضاء بأساليب بدائية تشعر بروحانية كبيرة وبهدوء يرسم أجواءالتعبد بأبهى صورها وقت السحر , وكان شيخنا العيدان وكان رجالات وأعيان بريدة , وكانت العجائز اللاتي رسمت على جباههن ملامح الكفاح والعزم في سبيل العيش الكريم!
حدثني جاري وهومن أدرك تلك الحقبة بأن لرمضان قديمآ روحانية خاصة , ولصلاة القيام خلف الشيخ العيدان أجواء ساحرة تشعر معها بجميل الاخلاص والصدق , يتخللها أزيز وبكاء , وتتجمل بهدوء بريدة قديمآ وحرص أهلها على الطاعات والقربات
يقول جاري : لايمكن أن أنسى أوقات صلاة القيام مع الشيخ وفقه الله حينما كان جيران المسجد يتعاونون على تقديم القهوة والشاي بأجمل مذاق في فترة الراحة بعد طول القيام , إلى جانب رائحة البخور تغمرالمصلين حتى يشعرالصغاروقتها أن المناسبة غاية في الجلال والمهابة مما أشعربقيمة أثرت إيجابآ على الأجيال حتى بدت أيام رمضان مناسبات غاية في السعادة والتشويق !
وفي أواخرحياة الملك خالدرحمه الله كان قداستضاف شيخنا العيدان ليصلي به ومن معه من رجال الدولة , وكان الملك خالديتأثر جدآ من قراءة الشيخ حتى طلب منه إمامة الحرم إلاأن الشيخ اعتذرمن الملك العادل فقبل عذره رحمه الله تعالى
واستمرالحال مع قارئ بريدة الأشهر الشيخ عبدالعزيزالعيدان حتى أتم قرابةنصف قرن يؤم الناس محتسبآ حتى أقعده المرض وأعجزه عن الإمامة في قيام رمضان .
وإذا كان الحديث عن رجل وفي من أخيار بريدة , فإن الأمل يحدوني بأن تقول بريدة لمن أحسن إليها ( جزاك الله خيرآ )
وياليت أعيان ومشايخ بريدة يتحفوننا بمناسية وفاء يكرم فيها الشيخ عبدالعزيز العيدان كرمز للقراء , حتى يتعلم الجيل الجديد بأن الوفاء شيمة للكرام
جزى الله الشيخ عبدالعزيز عنا خيرالجزاء , ونسأله سبحانه أن يطيل عمره على عمل صالح ويختم له بالخير
العرض العادي
