أجزم أن كل حرّ شريف لن يرتضي المهانة و الظلم وسينشد العدل و الكرامة طالما في حياته بقيّة باقية , وسيرجو لأرضه ووطنه الخير والأمن و الاستقرار !
شعب اليمن الذي استمد عراقته الضاربة في القدم من حضارته القديمة والتي عاش تحت وهمها عقوداً طويلة , فسبقه جيرانه في الزمن عشرات السنين , أمّا الآن لم تعد تكفيه بعدما ما أدرك أن الحضارة وحدها لا تسمن ولا تغني من جوع مدقع يكوي البطون ولا يمكن أن يصنع دولةً متحضرة تضاهي دول الجوار النفطية , فكما أنه لم يضرّ أمريكا أن ليس لها تاريخ من أن تقود العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً , فهو لم ينفع مصر و اليمن !
ثار الشعب السعيد وانتفض وحقّ له ذلك لكن الســؤال المهم :
ماذا بعـد علي عبدالله صالح ؟
أتسأل كثيراً .. هل نسي الشعب اليمني فتنة الشيعة "الحوثيين" ؟ وكيف أن حكومة ( صالح ) لم تستطع احتواء الأزمة دون تدخل خارجي رغم استقرارها حينذاك ؟ تلك الأزمة التي حاولت فاشلة أن تدنس بأقدامها أرض هذا البلد الطاهر و سلبت أرواح ثلة من جنودنا البواسل الشهداء !
أقـول : أين "الحوثيين" الآن ؟ وما موفقهم من الثورة ؟
أعتقد - جازماً - أنهم قنابل موقوتة أوعزت لهم جهات خارجية معادية بمشاركة الشعب ثورته دون أيّ مظاهر طائفية لكي لا تفشل مخططاتهم كما فشلت في البحرين و حتى يتم سقوط النظام سيظهرون بجلاء ! وأستغرب حقيقة غياب علماء اليمن وعقلاءها عن هذا الخطر !
قراءة
بنظري أنه بمجرد سقوط نظام ( علي عبدالله صالح ) سينتج عنه مايلي :
1) سيخلف ذلك فراغاً سياسياً وبيئة خصبة لممارسة الحوثيين دورهم الذي فشلوا فيه في الفترة الماضية .
2) سيكون هناك تنازعاً للسلطة في ضل هذا الفراغ .
3) على إثر ذلك ستتضح معالم "الطائفة الشيعية" في اليمن بوضوح .
4) سيعقب ذلك حرباً أهلية كون الشعب اليمني مسلح وله تاريخ حافل في هذا الشأن .
5) إيران لن تتخلى عن الحوثيين وستدعمهم بكل ما تملك ليتحقق جزء من أهدافها في المنطقة .
6) وقتها سيكون التدخل الأجنبي - المتأخر- مستساغاً بحجة فرض النظام و القضاء على خلايا القاعدة المستشرية في المنطقة .
7) الإتفاق على حكومة وطنية مؤلفة من سنة وشيعة كما في العراق وحينها سيتم الترويج للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية التي سيثبت فشلها كما في العراق ولبنان والمستفيد الحقيقي من هذا كله هو العنصر الخارجي وخونة البلد وستنهب ثروات اليمن كما نهبت ثروات غيره !
وحينها والله أعلم سيولد عراق آخر في الجنوب وستعاني المنطقة بأسرها من ويلاته ولن يكون تأثير ذلك محصوراً على اليمن وحدها !
الخاسر الوحيد وقتها الشعب اليمني الصادق الذي لم ينشد سوى الحرية والعدل طامعاً بأن ترقى دولته لمصاف الدول المجاورة وسيدرك اليمنيين خسارتهم و لكن هيهات فلا هم حققوا هدف الثورة الرئيسي ولا نعموا باستقرار أمني ونفسي كما كان في السابق على الأقل !
أهيب بالشعب اليمني كافة وأخص منهم العلماء والعقلاء و شيوخ القبائل بوحدة الصف و الإشراف على تسليم آمن للسلطة لأيد أمينة لا يد للشيعة فيها. أدام الله السعادة على اليمن السعيد و حفظ المنطقة من كل مكروه .
سؤال خارج النص:
هل تعي( قناة الجزيرة ) بدعمها لثورة اليمن و سوريا بخطابها المؤجج الذي وصل لبث الأغاني الحماسية دورها الذي تقوم به ؟ وأنه هذه المرة مختلف وخطير ؟ وكيف أنها تدعم بذلك أجندة خارجية التي من أول أهدافها زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة بما فيها قطر ؟
إلى اللقاء