العرب وإسرائيل (قراءة وتأملات في الأحداث الأخيرة).
بسم الله الرحمن الرحيم
........إن إخلاص الزعماء الإسرائيليين لإسرائيل وخذلان الزعماء الفلسطينيين المتمثل بالرئاسة لشعبهم وأمتهم جعل القضية الفلسطينية في انحدار شديد.
........أتعجب حين يلوم البعض نتنياهو على حديثة في تصريحاته الأخيرة ، مع أن الواجب ألا يستغربوا موقفه ، ولو أخلص زعيم فلسطيني واحد لقضيته كما أخلص نتنياهو لمشروعه الصهيوني لرأيت القضية في أحسن حال ، أما نتنياهو فهو من أوضح رؤساء العدو الصهيوني وأقلهم خداعاً ، فلم يظهر بوجهين كما فعل الزعماء من قبله ولم يظهر بوجهين كما تفعل الرئاسة الفلسطينية الدنيئة ، فموقفه مشرف من الناحية الإسرائيلية وأهدافه واضحة للعرب ولغيرهم ، ولا يلام حين ينهج الطريق المفيد لأمته ، بينما الفلسطينيين حين أراد الله لهم الخذلان والتخلخل والتبعية للأقوى والضعف والخسارة ، سخر لهم رئاسة خسيسة ممقوتة حاقدة على شعبها مفرغة من الإخلاص مادية مبرمجة بالمال لخدمة العدو والسعي وراء الثراء والمال دون ضمير ، مما كره الناس بهم ، وزاد البعض بالظن أن الفلسطينيين كلهم على هذا الشكل ، مما تسببت في إيقاف الدعم العربي المثالي لهم ، وزرع عدم الثقة بهم ، إلى أن أصبح الجميع في أنحاء الأرض يراهم أكثر إخلاصا للمشروع الصهيوني وللنظام الإسرائيلي من الإسرائيليين أنفسهم ، مما أحبط النظرة الإيجابية للفلسطينيين ، وميع البطولات الجبارة التي سيقت في مسيرة النضال الفلسطيني ، والذي جعلني كفرد خليجي كما دعمت وأحببت القضية أصبحت أغير توجهاتي نحوها ولا أثق بزعامة الفلسطينيين حالياً ، بل ولا أثق بمنظمة فتح قاطبة بسبب خيانة بعض زعمائها ودعمهم البعض الآخر للخونة في هرم الرئاسة الفلسطينية المسببة للفساد والتخريب والتنكر لقضيتهم المصيرية ، كذلك بسبب العنف الذي أراه يطبق على شعبهم المظلوم حين لا ينتمون لفتح من قبل أمن الرئاسة الوقحة الظالمة ، وسكوت النخب الفلسطينية على ذلك ومسايرة النظام القذر الذي جثم على رأس الهرم الرئاسي الفلسطيني ، كيف لي أن أساعد الإدارة الفلسطينية وأنا أراها تبتز شعبها ، ألا أكون أولى بالابتزاز وتحتقر مقاوميها بلؤم ألا أكون أولى بلؤمها وإحتقارها ، وتلاحق مناضليها ، وتسجن مقاوميها بل وصلت الحال أن تسلمهم للعدو الصهيوني طلبا للرضا والدعم الرئاسي لهم ، وتقتل أبطالها المكافحين ، وتخون وطنها في خدمة الكيان الصهيوني بالتعاون المشهود.
........لقد أتضح للناس أن الفلسطينيين في الرئاسة الفلسطينية هم الصهاينة الحقيقيين مما جعل الكثيرين يشكون في تزويرات حدثت في أصولهم وانتماءاتهم . فلولاهم لما ربحت إسرائيل شبراً في المستوطنات ولا في الجدار العازل ولا من بقية الفتات في أرض فلسطين ولولاهم لما عاشت قريرة العين حول أسود المقاومة وأبطال الكفاح ، لكنهم أصبحوا متعهدي أمن الصهاينة ، والمتسلقين للرئاسة على بنود دعمها ، وشركاء رابحين من تموين تعهداتها ومقاولاتها .
........كيف لنا أن يحترمنا العالم مع وجود هؤلاء الممسوخين من أمثال عباس وكلابه ، متى تتخلص القضية الفلسطينية من مختطفيها ومبتزيها من كلاب إسرائيل وخونة الأمة ، وهل قدرنا أن نضل تحت طائلة هذا الابتزاز وتيسير دعمه إعلاميا وسياسيا وكيف لبقية الفلسطينيين المخلصين السكوت عنهم ، فهو داء استشرى كداء الغرغرينا في الجسد الفلسطيني الذي لا ينفع معه إلا البتر الصارم ، ليتولاها الرجال المخلصين من الفلسطينيين الأكارم .
........مما لاشك فيه أن الزمن يجري ، وأن الأحداث تتغير ، وأن الأشخاص يذهبون ، ولابد لليل أن ينجلي لتظهر شمس جميلة في يوم صافي لجيل جديد ، يفهم واقعه ويعالج مشاكله من منظور وطني مخلص ، ومن معرفة بمقومات البقاء بكرامة ، ومن حرص على ترسيخ القيم ، وتغيير المفاهيم السائدة في سلم الأولويات لتلك السلطة المعوقة للتقدم والمفرطة في الحقوق ، وما ذلك على الله ببعيد .
|