حين تتسمر عيوننا ونحن صغار أمام الشاشة الفضية ترمق نظراتنا ذلك الصغير
الذي فقد أمه نتابع حلقاته بشغف رغم الحزن والآسى الذي يحتوي نفوسنا الصغيرة
نكبر تكبر معنا تلك الحقيقة الزائفة ..لم يكن إلا قصة خيالية نسجت بأحداث مأساوية
لتستدر عواطفنا .....
وحين ينسج الأغنياء من أسمال الحزن ثيابا لا تسترهم ويكتبوا عن الفقر والفاقة
... وهم عاشوا في أكناف الترف و لم يروا ذو السواعد السمراء ولم يلعقوا
الأرصفة يوما .... حقائق مزيفة
حين نستمع لذلك الشاعر المخضرم الذي يصف لنا محبوبته الجميلة باسمة الثغر
نعيش معه تفاصيل جسدها الذي بدأ عارياً أمامنا من خلال كلماته فلم يضفي عليها مايسترها ولو كان ريشا
فنتصور أن حسه الجمالي فاق حسه الأدبي
فيتجلى لنا الوجه الآخر من الحقيقة فلا محبوبة ولا حب
يسكن قلبه القاسي ....حقيقة مزيفة
حين يظهر لنا ذالك الإعلامي الشهير وقد قصر الثوب وأعفى اللحية
فيبدأ حديثه عن حسن التعامل والبر والرفق بالزوجة وتربية النشء
فتتعلق قلوب العذارى به
فتبتهل كل فتاة أن يكون زوج المستقبل شبيها له أو يكون هو بذاته
ثم تنكسر قلوبهن بمعرفة حقيقته
فظاهرة التدين وباطنه التسلط والخبث وسوء الخلق
حقيقة مزيفة أكبر من سابقاتها
حقائق ترتدي ثياب الزيف والخداع باتت تلتصق بأجسادنا حتى امتزجت بها أرواحنا
فلم تعد تنكرها
تلك الحقائق صاغها البشر
وقد ارتكبوا بنسجها جرائم لاتغتفر
قد يحق لنا يوما محاكمتهم وقد ينالوا حكم الإعدام لتلاعبهم بمشاعرنا
أترك لكم المتصفح دونوا فيه ما أنكشف لكم من حقائق زائفة