دعنا نلقي قنبلتنا.. تلك الأكبر ..
قال منظر السياسة الأمريكية الصحفي فريدمان في إحدى مقالاته الآتي: "بينما كنت أقرأ عن كل حوادث العداء لأمريكا التي واجهها الرئيس بوش خلال جولته الأوروبية الأخيرة تذكرت أغنية راندي نيومان التي غناها في السبعينات عنوانها (العلوم السياسية) وكانت كلماتها تقول: لا أحد مثلنا لا أدري لماذا؟ ربما لا نكون مثاليين، ولكن الله يعلم أننا نحاول أن نكون. ولكن كل من حولنا، حتى أصدقاؤنا القدامي يحطون من قدرنا. دعنا نلقي قنبلتنا تلك الأكبر ونرى ما سيحدث، آسيا مزدحمة، وأوروبا هرمة، أفريقيا حارة جداً، وكندا شديدة البرودة، وأمريكا الجنوبية سرقت اسمنا، دعنا نلقي قنبلتنا تلك الأكبر. فلن يبقى أحد على قيد الحياةيلومنا" أغنية نيومان القصيرة هذه تذكر بأن العداء لأمريكا قديم ولم يبدأ في الظهور مع تولي جورج (دوبايا) الرئاسة.
هذه العبارات المضمخة بالغرور أكثر من الرؤية العملية.. تذكرتها وأنا أتابع ما قام به ضابط المشاة السابق الأمريكي كينيث نيكولاس أمام القنصلية الأمريكية في هولندا في أول يوم من هذا الشهر من حرق لجواز سفره الأمريكي وتنازله عن جنسيته الأمريكية احتجاجا على ما تقوم به أمريكا...
هذا الضابط المليء وجهه بالوشم حول رقبته وصدغيه ورغم الحلقة في اذنه!! إلا أن مفهومه كان واقعياً وصادقاً لمواطن يفترض ان يشعر بالغرور لهيمنة دولته على العالم وتحكمها في مصائر الشعوب وتغيير الأنظمة واتباع سياسة(العصا والجزرة) ترغيباً وترهيباً للدول المستضعفة اقتصاديا وسياسياً كي ترغمهم على أن يكونوا معها أو ضدها)..!!
كينيث نيكولاس... يقف في الموقع المناقض لفريدمان من منهما على حق؟؟ أعتقد أن كينيث كان يعيش لحظة (مواطنة صادقة) ولكن ليست مواطنة إقليمية وإنما (مواطنة عالمية) كما هي أهداف (عولمة أمريكا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً)..
احتراق جوازالسفر الأمريكي أمام عدسة المصورين ومن قبل مواطن أمريكي وكان في الجيش العسكري لهذه الدولة المهيمنة كان وسيظل نقطة تحول لمم يتوقعها أي فرد ليس أمريكياً فقط ولكن من أي مجتمع في العالم..
فأمريكا التي كانت حلم الراغبين في العمل والاستقرار الباحثين عن (البطاقة الخضراء) وسيلة أمن واستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية يرفضها مواطنوها!!
هناك مناهضون أمريكيون لسياسة أمريكا في إدارة العالم منذ أحداث سبتمبرعلى وجه الخصوص ومنهم المرشح الديمقراطي لاروش المشهور.. وسواه مثل ديفيد ماك الكاتب والصحفي. ولكن لم يحدث أي منهم مثل هذه الهزة في نفوس الكارهين لأمريكا حاليا.
ليت فريدمان كان أكثر واقعية عندما وظف أنشودة راندي نيومان.. بدلاً من تكريس شعار الكره للإدارة الأمريكية واللامبالاة تجاه مصائر الشعوب وأمنها ولكن ربما سيجد في صورة احتراق جواز سفر نيكولاس وطلبه إسقاط الجنسية الأمريكية عنه رغم معرفته بأن قانون أمريكا لايسمح بهذا.. ولكن رغم هذا وقف وقال كلمة حق بطريقته الخاصة!!
@@ أجمل عبارة قالها: إن أمريكا هي الإرهاب في العالم!!
@@ اتكاءة الحــرف
اعمل شيئاً سيئاً تجد نفسك بحاجة إلى جماعة لتعمل معك، ولهذا السبب حتى اللص يحتاج إلى من يراقب لكي لا ينضبط . "شو بنهاور"
بقلم د.نورة السعد