بـ قلم الشرق الادنى*
هناك الكثير من العلماء ذكروا ان تكوين الانسان وعملياته الديناميكية تتطلب اشباع حاجات معينة في ظروف خاصة حتى يمكنه ان ينشا صحيحا من الناحيتين النفسية والجسمية فالحاجات اذن هي اسس مشاكل التكيف التي تواجه مجتمعاتنا بمعنى ان الشخصية لاتحقق لها الصحة النفسية السليمة التي تتمثل في توافق الانسان مع بيئته الخارجية الا اذا اشبعت هذه الحاجات وشعر الانسان بان حاجاته قد اشبعت فعلا .... ويمكن ان نميز في الحاجات بين نوعين رئيسين الحاجات الفسيولوجية والحاجات النفسية ... فالحاجات الفسيولوجية هي التي تتعلق بدوافع الانسان وهي تهدف في اساسها الى تحقيق التوازن الفسيولوجي عند الانسان كالحاجة للهواء والطعام والسوائل والكساء والحرمان من هذه الحاجات لمدة طويلة يهدد حياة الانسان وكذلك الحاجة الى الإخراج فهي فسيلوجية وضرورة لحياة الانسان وكذلك الحاجة للنشاط والراحة والواقع ان حياة الانسان ماهي الا دورة من العمل والنشاط والراحة والاستجمام ... واي افراط او تفريط في احديهما قد يسبب لدى الانسان اظطرابا جسميا ونفسيا ...
والنوع الثاني من الحاجات هو الحاجات النفسية ... وهذه تشمل الحاجة لأن يحب ويُحب وأن يعيش في علاقات بشرية طيبة مع الناس وبتالي فالحب البشري يعطي شعوراً بالأمن والطمأنينة ونوع من الإستقرار الإنفعالي ! فيشعر أن هناك ثمة من يخافون عليه من الأخطار ومن يعطفون عليه وقت الشدائد ... والواقع أن الإنسان الذي لايشبع هذه الحاجة يكون في حالة خواء انفعالي يبعده عن التفاعل الصحيح مع المجتمع الذي يعيش فيه ... وكم هي الصور محزنة في مستشفيات الصحة النفسية ومايعانيه المرضى من ذبول العلاقة العاطفية بينهم وبين أسرهم ! وكذلك مانراه في شوارع المدن من صور مؤلمة تصور لنا مناظر قاسية يعيشها بعض أفراد المجتمع من يعانون من إظطرابات نفسية قاسية على من يراها !
وكم هي الحياة مؤلمة في شعور الفرد عندما لايشعر بقيمته الإجتماعية ولايستطيع أن يعبر عن مايدور في نفسه تجاه مجتمعه !! وكم نحن في حاجة ضرورية الى فتح قنوات إجتماعية تحاكي مشاكل الأفراد وحاجاتهم ومشاعرهم ونضرتهم للمجتمع .. لنواكب صورة الحضارة ونلملم أوراق الحياة العابثة من جديد ..لنعيد الصورة الأصلية للمجتمع ونفتح نافذة للهواء الطلق ليتسلل الى ذواتنا واحاسيسنا ويعيدنا للحياة كما هي .. لا كما نراها الآن .. حياة مادية تراجيدية مملة نشعر بها في مملكتنا ... *