رأي آخر
بقيت قضية الاختلاط في الحياة الاجتماعية محل اختلاف في النوعية فالبعض لا يؤيده بتاتا
والبعض الآخر يحرمه
والبعض يبيحه بتقييد المحرم ،
وآخرون يجيزونه في الأسواق والحدائق والأماكن العامة.،
ويرفضونه في أماكن أخرى مع علمهم أن الأصل في الاختلاط الإباحة،
والقاعدة الشرعية تنص على أن تحريم محلل كما هو تحليل محرم
وحجة المحرمين من الأضرار التي قد ينجم عنه.
وأعتقد أن الغالبية في المجتمع تقبلوا الاختلاط
في الأماكن العامة ولكنهم لم يتقبلوا مسألة الاختلاط في بيئة العمل أو الدراسة بين الجنسين،
مع أنها أماكن رسمية ومفتوحة وربما الأنظمة والنظام تجعل الاختلاط أكثر انضباطا .
هل كل اختلاط محرم؟
أم انه يختلف باختلاف طبيعة المكان، وطبيعة العمل،
لكن الأمر بالنسبة للمجتمعات الإسلامية بلغ بهم الهوس
إلى حد أن يفتي شيخ أزهري، بجواز إرضاع زميلة العمل لزميلها، من أجل منع الاختلاط، ،رغم اعتذاره
إلا أن
بعض ا لفقهاء استدل بآيةالمباهلة في سورة آل عمران
على جواز
الاختلاط في أماكن العمل والدراسة
وحجتهم أنهانزلت بعد فرض الحجاب
يقول الله جل وعلا:
{ فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
فنجعل لعنة الله على الكاذبين }.
المباهلة هي الملاعنة ، والمقصود منها أن يجتمع القوم إذا اختلفوا
في شيء ، فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا.
وخلاصة سبب النزول
أن وفدا من نصارى نجران حين قدموا المدينة
جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون فيه ما
يزعمون من البنوة والإلهية .
وقد تصلبوا على باطلهم ، بعدما أقام عليهم النبي صلى الله عليه وسلم البراهين بأنه عبد الله ورسوله .
فأمره الله تعالى أن يباهلهم .
أحضر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وقال : هؤلاء أهلي .
ذكر د/فضل الفضل مبديا رأيه حول الاختلاط:
{ ورد في الأحاديث الصحيحة أن أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانوا إذا صلوا معه الجمعة
انصرفوا إلى بيت امرأة من الأنصار
فأطعمتهم وناموا عندها، وفي حديث صحيح آخر، أيضا
أن أحد الأنصار تزوج
فدعا الرسول وأصحابه إلى طعامه فكانت الزوجة
هي التي تخدم القوم،
وفي الحديث أن أسماء امرأة الزبير كانت تجمع نوى التمر من ضواحي المدينة لدابة زوجها فمر بها الرسول الكريم،
وهو راجع مع أصحابه فرآها فأناخ لها ناقته ليردفها معه فقالت أسماء "تذكرت غيرة الزبير فأبيت"......)).
والتاريخ مليء أيضا بالممرضات اللاتي يعالجن الجرحى في المعارك والحروب والسقاية.
و يرى باحثون، أن الاختلاط
يحتاج إلى بحث ونظر وضبط له،
حتى لا يصبح تحريمه عبثا فأصله الحل من دون تحديدأو ضبط.
تحياتي