سجناء غوانتانامو: المصير المجهول يقلقهم
يرتفع صوت الاذان من احد مكبرات الصوت المعلقة في مكان عال فوق الاقفاص السلكية التى يقيم فيها حاليا 300 من مقاتلي القاعدة وطالبان الذين اعتقلوا في افغانستان ونقلوا الى قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا. ويوحي صوت الاذان بان هذه البقعة الواقعة على البحر الكارييي يمكن ان تصبح مستعمرة عقابية شبه دائمة للذين اعتقلوا في افغانستان.
ويجري في موقع آخر في هذه القاعدة حاليا تنفيذ مشروع يشهد على صحة هذا الاستنتاج، اذ تقوم قوات البحرية ببناء منشأة تكلفتها 20 مليون دولار، يمكن ان تتسع عند اكتمالها لـ 2040 سجينا لعدة سنوات. لكن هؤلاء المعتقلين، كما تصر الولايات المتحدة على تسميتهم، ما يزالون في وضع قانوني غامض يثير كل يوم مزيدا من المتاعب بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة. ومع ان ادارة الرئيس جورج بوش اعلنت قبل اربعة اشهر ان المعتقلين سيحاكمون امام محاكم عسكرية، الا انها لم تحدد بعد ما اذا كان سجناء غوانتانمو الـ 300 والـ 224 سجينا المحتجزون في افغانستان سيقدمون فعلا للمحاكمة ام سيطلق سراحهم.
وكان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد صرح الاسبوع الماضي ان الاجراءات العملية التي سيحاكم بموجبها هؤلاء الناس قد تمت صياغتها، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
في نفس الوقت يثير احتجاز مقاتلي القاعدة وطالبان في كوبا معارضة شديدة وسط جماعات حقوق الانسان ومن الباحثين في الشؤون الدستورية ومن بعض الحلفاء الاوروبيين والصليب الاحمر الدولي. وقد حثت ندوة عقدتها منظمة الولايات الاميركية الاسبوع الماضي، واشنطن على اتخاذ «الاجراءات العاجلة من اجل تحديد الوضع القانوني للمعتقلين من قبل محكمة مختصة».
اضافة الى ذلك رفعت قضيتان امام المحكمة في كل من لوس انجليس وواشنطن تعتبران ان احتجاز المعتقلين دون توجيه تهم محددة لهم وعدم السماح لهم بمقابلة محاميهم يخالف القانون. وقال مارتن راتنر نائب رئيس مركز الحقوق الدستورية في نيويورك «ان هذا يقودنا نحو عصور مظلمة. كل انسان يستحق المعاملة وفق القانون وان توجه له تهمة محددة قبل ان يكون من الممكن اعتقاله الى فترة زمنية غير محددة. واذا كان هؤلاء الناس على هذه الدرجة من الخطورة وعلى هذه الدرجة من التصميم على تدمير بلادنا فان الواجب يقتضي اتهامهم ومحاكمتهم». الا ان وزارة العدل تصر على ان هذه الاعتقالات قانونية.

======================================
