[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذي قصة من كتاب ظرفاء العرب قريتها واعجبتني فحبيت أنزلها لكم..
وان شاء الله تعجبكم..
.. بـــــائع البخـــــار ..
عثر شحاذ على رغيف خبز جاف , وكان في غاية الجوع , فلما نظر أمامه وجد محلا يصنع طعاما شهيا ,
وروائح بخار الطعام تتصاعد من القدور , فتقدم الشحاذ ناحية أحد القدور التي تفوح منها رائحه شهية ,
ووقف أمامها , وراح يأخذ من رغيفه لقمة ثم يعرضها للبخار المتصاعد من القدر ,
حتى اذا تبللت بفعل البخار أكلها وهو يردد: الله .. الله .. ما أحلى اللحم ,
ثم يقطع لقمة أخرى ويعرضها لبخار قدر آخر , حتى اذا تبللت أكلها وهو يقول: الله .. الله .. ما أحلى الدجاج.
فلما رآه صاحب المحل اغتاظ بشده , وأمسك ملابسه بقوه , وبدأ يطالبه بثمن اللحم والدجاج الذي أكله.
اندهش الشحاذ من هذا الطلب الغريب ,
وقال لصاحب المحل:
أنا لم أتناول سوى البخار .
قال له صاحب المحل:
لابد أن تدفع ثمن البخار.
قال الشحاذ:
لا أملك نقودا , ولو كان معي لدخلت المحل , وأكلت اللحم بدلا من البخار.
لم يقتنع صاحب المحل وكان بخيلا جدا , وأصر على أن يذهب به الى القاضي ,
ليأخذ ثمن البخار.
سمع القاضي كلام الرجلين , وفكر قليلا وقال لنفسه:
انها قضية عجيبه , ثم أخرج من جيبه بضعة دراهم ,
ونادى على صاحب المطعم , فلما اقترب منه أمسك بإذنه وأخذ يرن الدراهم بجوارها ,
والرجل يصيح بشدة .. أذني .. أذني .. ماذا تفعل ياسيدي ؟!
قال له القاضي:
اقبض حقك يا أحمق.
.. فمن باع بخار الطعام قبض رنين الدراهم .. [/align]