[align=center]
في ظل العولمة , وفي ظل التطور المعلوماتي , وفي ظل وسائل الاتصال والقنوات الفضائية والمجلات وغيرها ؛ أصبح الشباب يعيشون حالة من الازدواجية , حيث إنهم من العسير أن ينصتوا للدعاة والناصحين في وجوب صون النفس وتهذيبها وهم ينظرون إلى تلك النساء الجميلات , وما تبعها من ملاهٍ ليلية .
هذه الازدواجية انغرست فيهم , حيث إنهم لا يستطيعون أن يحجبوا أعينهم عن مشاهدة تلك القنوات , ولا يستطيعون أن يقفوا ضد التيار الجارف , فمتى ما وجدت تلك القنوات والمجلات في مجتمعنا ؛ أصبح الشاب يؤمل نفسه في التقليد , حيث تفور غرائزه , وتعشق نفسه حب اللهو .
الازدواجية عند الشاب ناشئة عن رؤية تلك القنوات ومحبة تقليدها , وبين سماعه للدعاة والوعاظ والناصحين , إن الشباب كمثل الذئب الذي ينصحه الناصح الكفَّ عن أكل الخراف , بينما الذئب وهو يتسمع إلى الناصح يرى قطيعًا من الأغنام غير بعيد , فنراه يقول لناصحه : اختصر أيها الواعظ ؛ فهناك قطيع أخشى أن يفوتني !!
حين يسافر الشباب ويقضون لهوهم وغرائزهم في سفرهم ؛ فهذا خير علاج لتفريغ تلك الشحنات فيهم , فالدعاة والوعاظ لا يستطيعون وقف بث تلك القنوات , ولا حجب تلك المجلات , وإنما دورهم يقف عند حد النصيحة , فكان الشباب عُرضة لمثل هذا التنافر في الاستماع وفي مخالفته .
لو كنت مصلحًا اجتماعيًا ولم أقدر على إيقاف تلك القنوات وغيرها , ولم أستطع – على الأقل – تهذيبها ؛ لأعطيت الشباب مالاً لكي يسافروا ويفرغوا شُحناتهم بعيدًا عن بلادنا , إذ لو بقوا بلا سفر لأفسدوا في بلادنا .[/align]