لماذا الاسقاط ,,, لماذا كل هذا ؟؟؟

[خالد القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم ..

بــــ قلم خالد القحطاني *

من الخطأ ايه الاخوه والاخوات ان ننسب عيوبنا ونقائصنا ورغباتنا المستكرهـــه والمكبوته الى غيرنا من الناس والأشياء أو الأقدار أو سوء الطالع وذلك تنزيها لأنفسنا وتخفيفاً مما نشعر به من القلق أو الخجل أو نقص أو ذنب .. فالكاذب أو الجحود أو الأناني أو المتعصب الذي لايفطن الى وجود هذه الخصال في نفسه .. ينسب الكذب أو الجحود أو الانانيه أو التعصب الى غيره بل ويغالي في تقديرها لديهم .. ومن هنا فإن اكبر عقاب للكذاب انه لايصدق الناس والزوج الذي تنطوي نفسه على رغبه مكبوته في خيانة زوجته يميل الى اتهامها بالخيانه والأب الفاشل في عمله يميل الى أتهام ابنه بالإهمال في دراسته والمدرس الكسول لايغفر لتلاميذه الكسل لأنهم يصورون له الناحيه التي يكرهها من نفسه كذلك نرى القاضي الذي تعتلج في اعماق نفسه ميول اجراميه يميل الى الصرامه في احكامه .. ومتى رأينا عيوبنا في الناس ملنا الى وعظهم وأشتددنا في محاسبتهم على عيوب نتسم بها نحن ونحن لاندري .. فكثير ما يكون وعظ الناس مظهراً للاسقاط ...والشاعر بالذنب ان تراءى له أن الآخرين مذنبون ايضاً خف شعوره بالذنب .فالطالب الذي يغش قد يعترف مرتاحاً أن زملاءه يغشون حين تتاح لهم الفرصه ..لذى فكثير مايكون الاهتمام بفضح الناس وتصيد اخطائهم نوعاً من الاسقاط ..من هذا نرى أن أحكامنا على الغير كثيراً ماتكون أحكاماً على أنفسنا .. فهي اعترافات أكثر من أن تكون اتهامات ,, ولكن أكثر الناس لايشعرون ..ومن مظاهر الاسقاط ايه الاحبه .. لوم الآخرين على مانلقاه من صعوبات وفشل وما نقع فيه من أخطاء .. فكثير ما نغرو الرسوب في الامتحان الى صعوبته والتأخر في الحضور الى ازدحام المواصلات والفشل في المشروعات الى الحظ !وسوء سلوك الطفل الى وراثته لا الى سوء تربيتنا اياه .. واغراء المرأه كان على الدوام عذراً للرجل وهذا تخبط نفسي لا ريب . ومما يجب أن نشير اليه ان الاسقاط يؤدي غرضاً مزدوجاً ففيه نتخفف من مشاعرنا ودوافعنا البغيضه .. كما يجعلنا في حل من نقد الناس ولومهــــم قبل أن يلومونا .. كما هي الحال عندما تصطدم سيارتان في الطريق فيبادر كل سائق من فوره الى القاء اللوم على الآخر ..
ويجب أن نفرق بين الاسقاط والتبرير في أن التبرير دفاع واعتذار بينما الاسقاط اتهام واعتداء وقذف ...

والله الموفق ....