[align=center]أبتدئ بسم الله وحمده
وأُسمي بالذي هو خير : {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} (النساء : من الآية 113).
في مساء الكلمة ... تشرقُ الذاتُ بنوء الأوسمة ... ويُطلُّ النجمُ من دون سِمة ... هاهنا الليلُ يغيب ... والفضاءاتُ تُجيب ... يبدأُ الخطوُ هنا ... وهنا الشدوُ لنا ... ولنا يصحو الغروب ... الثقافيُّ إرادة ... والثقافات قيادة ..
لا يُهم الكمُّ إن كيفٌ سما .... لا يهون الرقمُ إن سهمٌ رمى
يرتضي القِلّة ... لا يرضى الدنيّة ... ويرومُ الأفقَ عنوانَ القضيّة
الثقافيُّ تراثي تجذر ... والتراثيُّ جذور تتجدد ...
ها هنا تعلو الثقافة .. وهنا يُحمى التراث ... ونعيشُ الواقع المسكون
بالحلم امتدادا ... لا نرى فيه ارتدادا...
إنّها أطيافُ نور ... وإشارات عبور ... ولقاءُ الرأي بالرأي بلا حيف وجَوْر
للجميع الكلمة ... للجميع الأوسمة
أما قبل فقد فاجأ صاحبكم رقمٌ نُسب إلى تقرير التنمية الإنسانية الدوري الصادر من الأمم المتحدة ، وفيه أن العربيّ يقرأ ما معدله دقيقتان فقط العام ..
دقق وتحقق ، ثم أبرزه على ثمانية أعمدة ، فلعله يثير الشجن ، أو يستثير المكمن .
أفنكون أمةَ اقرأْ ولا نقرأ .. أو يجوزُ الصمت في حضرة الموت ..
وتنشر أميركا الشمالية مئة ألف كتاب في العام، وينفق معهد وايزمان الصهيوني وحده ملياري دولار سنوياً على البحث العلمي ، وينشر العالم العربي كله خمسة آلاف كتاب فقط ، ولا تصل ميزانية جامعاته إلى مليار دولار ، ثم تجد فينا من لا يزال يتساءلُ عن أسباب الانحسار والانكسار .
ولكم أن تضيفوا :
كل 300 ألف عربي يقرؤون كتاباً واحداً .
الكتب المترجمة أقل من كتاب واحد كل عام مقابل 519 في المجر و 920 في أسبانيا .
معدل القراءة في العالم 4 كتب في العام وفي العالم العربي ربع صفحة فقط .
معدل الصحف العربية 53 صحيفة لكل ألف عربي مقابل 258 صحيفة في العالم
75 % من الإنتاج العالمي المرئي أجنبي .
80 % من أنباء العالم تصدر من وكالات الأبناء الأجنبية .
90 % من إجمالي المعلومات المخزنة في الحاسوب أجنبي .
ومعظم رأس المال الموظف في سوق التقنية الإعلامية البالغ قريباً من 500 مليار دولار أجنبي .
إشارات لا نود أن تعبر دون أن تفسّر ، فالعالم المادي مرتبط بالعالم الذاتي وبالعالم المعرفي ، وهي عوالم ثلاثة تتداخل في علاقاتٍ متشابكة تحتاج إلى الثقافيين ليتساءلوا ويُسائلوا ، فالمثقف - في تعريف ذي صدى - هو المناط به محاكمة القيم المعرفية .
روى المسعوديُّ في مروج الذهب (أن رجلاً من العامة بمدينة السلام شكا إلى الوالي رجلاً تزندق لأنه مرجئ - قدري - ناصبي - رافضي - يبغض معاوية بن الخطاب الذي قاتل على بن العاص)..
وقد حبكت مع الوالي الذي لم يدر علام يحسده :
أعلى علمه بالمقالات أم على بصره بالأنساب ..؟
وهنا معادل آخر لأزمات المصطلحات والصُّور الذهنيّة التي جعلتْ بعضنا لا يستطيع فهم بعض فيحاكمُ دون أدوات ، ويَحكُم من غير مسوغات ، ويُظنُّ سوءٌ بذي خير ، ويُفهم موقفٌ دون توقف ، وتخلق فجوات بلا مبررات..
اترك لكم التعليق
مأخوذة من مقال للدكتور بجرية الجزيرة اليوم الجمعة[/align]
العرض العادي
