رفيقي وأقرب شيء إلى ذاتي, في ربيع عمره, وسيم جدا ً وجذاب جدا ً وثري جدا ً صوته هامس تفيض منه الفحولة, سكن الرياض لسنوات وذهب يطلب حياة جديدة في الغرب الأقصى ومنذ أن ذهب لم أراه أو أسمعه .
في سنوات الرياض شاهد تلك الفتاة التي ترافق والدها في ممرات مستشفى ذاك الملك المشهور ولم تكن كاشفة غير وجهها وبعض خصلات شعرها, فأقحم أرقامه العشرة في شاشة هاتفها المتنقل, ثم ذهب إلى سيارته والثقة تعانقه أن الفتاة المغلوبة على أمرها أمام سطوته العاطفية سوف تحترق حتى تأتي السانحة من الفرص لتتصل به, لكنها لم تفعل .
في أكبر مجمعات الماركات العالمية في تلك البناية الشاهقة شاهد من أخرجت عينيها من خلف لثامها بعد أن وضعت كل ذوق الفرنسيين عليها, فأقحم أرقامه العشرة أمام عينها وذهب يحتسي القهوة في ذلك (الكوفي شوب) المشهور والأمل قتله اليقين أنها سوف تحترق حتى تسمع صوته العذب, إلا أنها لم تفعل .
على جزيرة بمنتصف جسر كبير يربط يابسة شرقية ببحرين فيهما يابسة أخرى صغيرة , أحتضنه عطر أستباح سطوة الرطوبة في مكتب العبور, أدار عيناه يبحث عن حديقة الورود الزكية ولم يجد إلا الحديقة ووردتها الطويلة كاشفة عن خصالها وكنها ورود الصباح الحالم, فثارت فيه كل الوسامة والجاذبية والثراء وشجاعة الفرسان ليخبرها بأرقامه العشرة لكنها رفعت عينها عليه وكأنها شاهدت فارس أحلامها عبر شاشة محطة فضائية وقُلبت المحطة إلى محطة أخرى .
فيا مجتمع سلب بنت حواء تربيتها وجبروتها وسطوتها على نفسها ليس كل بنات حواء ماجنات ولا سافرات ولا باغيات .
فقط أعلنوا لجيش قمع حواء وبناتها بأن وقت انسحابه حان .
العرض العادي
