[align=center]أعزائي الكرام
من أغلى مايملك الإنسان في حياته هي كرامته اقتدا بقوله تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم )0000
وأشد مايكرهه الإنسان هي إهانته, فعندما نريد كسب ود واحترام الآخرين فعلينا أن نحترمهم مهما كانت مكانتهم أو سنهم لأننا نعرض حقيقتنا للآخرين بأسلوبنا وتعاملنا معهم0000
ولعل مجال الشعر أوسع مجال لعرض المشاعر للآخرين تجاه ماتكنه قلوبنا وصدورنا لهم لذلك تعددت أنواعه, فما المانع من الشخص أن يفخر بما يملكه, وأن يتغزل بمن يحب بعفة, وأن يرثي عزيز غالي فقده, ولكن عليه أن يمدح من يستحق بما فيه وليس لكي يعطيه, ولايهجو من ليس فيه ولكن أن يكون هجائه دفاعا عن دينه الإسلامي ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم دون الدخول في مهاترات قبلية أقرب ماتوصف بأنها جاهلية0000
لعل ماشدني لكتابة هذا الموضوع كردة فعل لما قام به أحد شعراء بريدة ياسر التويجري الذي دخل في منافسات مسابقة شاعر المليون ريال !! وهو حق له كأي إنسان يرى أن لديه مقدرة شعرية يستطيع أن يقنع الجمهور العربي ولجنة التقييم خاصة التي تضم شعراء ونقاد لهم كلمتهم بالساحة الشعرية, وتختلف آراء المشتركين في الدافع من المشاركة ولكن المليون هو هدف رئيسي مهما قالوا وجاملوا لاسيما أن المشاركة محسوبة على الشاعر المشترك فعندما يفشل في التخطي ستبقى حدث تتداوله الساحة وعلى النقيض من ذلك عندما يفوز بالمركز الأول والمليون فيكفي أن لقبا سيملكه طويلا ألا وهو شاعر المليون 0000
ولعل بعض الشعراء شعر بصعوبة المهمة وقوة المنافسة ففضل الإنسحاب بهدوء تام على قول بيدي لابيد عمرو مثل مافعل الشاعر القطري محمد بن الذيب وهذا يقدر له ولكن ماقام به ياسر التويجري هذا المساء فهي سقطة سوداء ستظل في ذاكرة الساحة الشعرية والصحافة الخليجية والسبب في ذلك أن ربما شعر بصعوبة الحدث لايما أن قصيدته لم ترقى للمستوى المطلوب وإن كانت جيدة ولكن مستوى المنافسة صعب ووجود قصائد أفضل من الناحية الفنية والصور البلاغية لاسيما أن الغرض الشعري لايقدم ولايؤخر فبناء القصيدة وصورها الفنية أهم مايميز القصائد المتنافسة, وأما الحركة التي قام بها عندما خالف العادة وترك اللجنة والجمهور بكبرياء تام فلم يقدر من كان يحضر الامسية لكي يستمتع بالشعر ووضح التعالي عليه فاللجنة أساتذة والمسابقة رسمية لها تقديرها فما الدافع لمخالفة نظام المسايقة أهو الخوف وعدم المقاومة وأصبح الإنسحاب حيلة العاجز؟ أم هو الذل أما الشيخ محمد بن زايد فمها بلغت مكانته وفضائلة فكرامتنا أهم ولا ذل إلا بطاعة الله ورسوله فعندما يضع الإنسان نفسه في مواقع الذل وضعف النفس فهو يشير إلى مكانته الحقيقية بانه عبد للسيد وهذا لم يعد موجودا في عصر الأحرار ولكن مهما بلغ بنا تقدير الآخرين لا نذل أنفسنا وندنو لما هو دون مكانتنا الحقيقية, وربما دافع المال هو السبب بلا شك وتلك دنائة في النفس عندما يتسول أمام الملايين بطريقة مخزية مواصلا سقوطه الذريع منذ فترة والكل يتذكر المقابلة الشهيرة في قناة روتانا خليجية عندما أظهر وجهه الحقيقي كبداية لنهاية مرتقبة, فمهما تكلمنا عن شاعرية الشخص يجب أن نقرنها بشخصيته لأنها تعكس شاعريته وإن كانت الشهرة لاتأتي بسرعة كمبدع لاتبحث عن الشهرة على طريقة خالف تعرف فهل تعلم أن مونيكا ليونسكي فتاة البيت الأبيض قد نالت شهرة لم ينلها أي شاعر خليجي ولكن على أي طريقة؟0000
إليكم بعض الأبيات موجهة للشاعر ياسر التويجري :
يا ياسر أسمعني وخذ مني الشـور
شخص نصوح ما يـبـيـلك نهـايـه
احفظ لسانـك ولاتكشف المستـور
خل الرزانة فوق الرأس رايـه
مغرور ولاتدري ان الدنيا تدور
درب النهاية أسهـل من البدايـه
واللي جمعته في سنين وشهـور
يضيع أسرع من نشـر الوشايـه
انت بخطاك اليوم ماظن معذور
حتى ولـو عنده صك الولايـه
اكرمت محمد ونسيت الجمهـور
اللي عطاك تشجيع وكل الرعايـه
الصيت بالشعـر ماهو بميسـور
إذا انت تبي شهرة رح للدعايـه
إمدح لذات الشخص تكون منصور
ولاتخلي الشرهـات عندك هوايـه
إذا عطاك خـير نـور على نـور
بس مايكون بالمدح للمال غايـه
أما الشعر تراه إحساس وشعـور
مايباع بأ ثـمان لو عندك درايـه
خل الشعر منفس أحزان وسرور
ولاتكون في دنيـاك انسـان تايـه
تحياتي للجميع
تاج القصيم
19/12/1427 للهجرة[/align]
العرض العادي
