اختلال معايير التكريم للمعلمات المتقاعدات يسبب الإحباط
حينما تقاعدت تقاعدا مبكرا عن التدريس بعد عشرين عاما قضيتها بين طالباتي وحينما كانت رائحة السبورة تلازمني وحينما اشتريت من جيبي الخاص قلبا ورئة لأعرضهما على طالباتي وحينما اشتريت جوائز التفوق من حسابي كنت أقوم بذلك وأنا متيقنة بأنه يوجد من يقدر هذا العمل وسيأتي يوم يقال لنا فيه شكرا وأكثر الله من أمثالكن بل يتجاوزه ذلك إلى شهادة ودرع جزاء حوالي خمسة آلاف يوم قضيتها واقفة لم أذق طعم الراحة، كان ذلك اليوم وليته لم يحن حيث قررت الإدارة العامة لتعليم البنات بمنطقة القصيم تكريم المعلمات المتميزات والطالبات المتفوقات والمعلمات المتقاعدات وكان معي في مدرستي 4 زميلات متقاعدات كنت أنا الأقدم فيهن فوصلت دعوة لواحدة منا مزركشة مرتبة توضح بأن لها شهادة شكر ودرعا ونحن الثلاث لم يصلنا شيء فأبلغتني مديرة المدرسة وهي تتأسف لذلك ولا تعلم على أي شيء بنيت الدعوة، فاتصل زوجي بمدير عام التعليم للبنات بالمنطقة والذي بدوره بذل جهودا جبارة لعلاج الخطأ ووعد بمتابعة ذلك بل وعمد المسؤولات بإعداد درع وشهادة لي على عجل كما بذلت جهود من الوكالة للشؤون التعليمية لتذليل ذلك حتى تم وأبلغوني بالحضور في الموعد المحدد لاستلامها، ولكني ومع خلوة مع نفسي وتفاهم مع زوجي رأيت من الأفضل ألا أحضر تضامنا مع زميلاتي الأخريات اللاتي لم يتصل أزواجهن بمدير عام التعليم واقتنعت أن هذا الحفل لا يستحق الحضور ما لم تتحقق فيه العدالة، كما أنني تفاجأت ومن خلال زميلاتي في مدارس أخرى ولدي ما يثبت ذلك أنه تم توجيه دعوة تكريم لمعلمة متوفاة قبل سنة في الوقت الذي نحن الأحياء لم تتم، بل الأدهى من ذلك أنه تمت دعوة معلمة وللسنة الثانية باعتبارها متميزة وتقييمها السنوي أقل من معلمة في نفس التخصص وفي نفس المدرسة كان تقييمها لعدة سنوات 98% كما أنه تمت دعوة طالبات متفوقات ليلة استعدادهن لأداء امتحاناتهن من الغد في الجامعة فكيف تم ذلك؟ وهذا ما جعلني أنسى موضوع دعوتي.
هيلة عبدالرحمن النجران - معلمة متقاعدة - بريدة
رابط الموضوع في الجربدة
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-06-03/readers.htm