بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
حينما سمعنا ورأينا قرارات وإمضاءات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، سعدت قلوبنا وعلا على مُحيانا الابتسامة والبهجة وبرِقت أسارير وجوه الناس نظرا لما فيها مما يُثلج صدر المسلم الحق المُحب لعلمائه ودينه ، كانت تلك الإمضاءات قاصمة لظهور الليبراليين والروافض الذين هم وجهان لعملة واحدة ، فلطالما سعى أولئك بخيلهم ورجلهم للحط من العلماء صغارا وكبارا والنيل منهم في صحفهم ومواقعهم المشبوهة ، فما أن تصدر فتوى من العلماء الكبار إلا وترى بعض أولئك الرويبضة يستهزؤون ويهونون من شأنها ولا أعني بذلك العصمة للهيئة وغيرها لا والله بل أعني طريقة خطابات الليبراليين من عدم إعطاء العلماء قدرهم وشأنهم حتى شحنوا الغوغاء وصغار السن ، والعجيب في الأمر أن كثيرا من الليبراليين لا نراهم في تلك الأيام يتعرضون للروافض لا في صحفهم ولا في مسلسلاتهم إلا ما ندر ، بل إن أحدهم كان قبل فترة يمتدح السستاني ويشحن الناس على عالم من هيئة كبار العلماء ! ولا أعلم مالسر في ذلك ، هل هو اتفاق في نية التكالب على أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة على منهج السلف الصالح !!
هل رأيتم طاش ما طاش تعرضت للروافض ومعتقداتهم الباطلة ، مع العلم أن كثير من علماء الروافض لديهم خرافات وخزعبلات يتفق عليها الصغار قبل الكبار !، وعلى النقيض من طوام طاش اتجاه أهل الحق ! والله المستعان .
فيا أهل السنة قد بان لكم من هو المُحب الناصح لأمته وولائه بحق وحقيقة لدينة وأهل دينه وأوطان دينه إنهم عُلمائكم الذين هم أهل الوسطية على نهج السلف الصالح على نهج محمد وصحبه وتابعيهم أصحاب القرون الأولى ، ولن تجدوها طرفة عين عند الليبراليين الذين ولائهم لشهواتهم ومن يقف معهم ، ولن تجدوها عند الروافض الذين ولائهم لإيران المجوسية الذين يتمنون القضاء على أهل السنة في أقرب فُرصة .
فيا مسلم سر مع علمائك الناصحين وقف ضد شهوات الليبراليين التي بذلوا فيها أوقاتهم في سبيل نشرها في المجتمعات ولا يخفاك طرقهم ، والآن حان دورك بإصلاح نفسك وأهلك ومجتمعك ، فلنكن يدا واحدة مع ولاة أمورنا مع علمائنا مع دعاتنا في كل معروف و مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فوالله إنهم سبب النجاة واستقرار الأمن وحلول البركة ، ألا ترى أن دولتنا المباركة منذ بزوغ فجرها حاربت البدع والشرك فلا تجد بفضل الله في بلادنا مزارات وشركيات وطواف حول القبور ، فهي دولة قامت على التوحيد على ( لا إله إلا الله ) فمنذ أن اتفق الإمام محمد بن سعود مع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله على لا إله إلا الله ورفعها والعمل عليها ، بلغت الدولة ما بلغت وملكت بفضل الله عز وجل ملكا عظيما اتسعت به رقعتها وكثُر أتباعها ، فما دامت الدولة على لا إله إلا الله ونُصرة لا إله إلا الله فالأمن باق بإذن الله واقرأ بتدبر وتأمل عميق قول الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره :
(قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا } أي: يخلطوا { إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء. )
فبدون إقامة لا إله إلا الله لا أمن ولا هداية ..
انظر إلى الدول التي فتحت المجال للشرك وأهله ولم تحاربه ماذا حل بها من ويلات ومصائب ، والله المستعان وعليه التكلان .
اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين ، اللهم احفظها لها دينها وأمنها واستقرارها واجعلها رافعة لراية التوحيد مدافعة عنها ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
كتبه ( أبو فيصل منتدى بريدة الغالية ) .