أبي ضربني وطردني من البيت !!
قبل عدة أيام كنت خارجاً من العمل أسير في شوارع الرياض المزدحمة ذاهباً إلى بيتي وعند توقفي بالسيارة أمام منزلي إذ بشاب على دراجة هوائية (سيكل) .. الظاهر أن السيكل حق هندي .. المهم اتجه الشاب نحوي ووقف بجانبي، وقال : السلام عليكم .. قلت له: وعليكم السلام، فقال لي : ممكن عشرة ريالات! وقلت له هذه عشرة بس عندي شرط قال لي : ما هو الشرط؟ قلت له : لا تشتري ( دخان )، فقال: لا، أنا ما ني مشتري دخان! (ثم واصل كلامه) .. أنا أبي ضربني وطردني من البيت !! ولم أتغدا وأنا جوعان !! فقلت له: هات العشرة . . مهما فعل بك الأب فهو ناصح لك، والأب هو الذي رباك وأنفق عليك منذُ الصغر فهو الذي فتح لك منزله من جميع أبوابه لكي تأكل منه وتشرب وتنام وترتاح، أنا إذا أعطيتك اليوم عشرة ريالات من يعطيك في اليوم التالي؟ ثم طرحت عليه سؤالاً هل السيكل لك؟ قال لي : لا ، وأفادني بأنه أخذه من الهندي بالقوة ! قلت له : هذا غلط وقد أخطأت، ثم طرحت عليه السؤال الثاني : هل ترضا أن يأخذ أحد شماغك الذي فوق رأسك بالقوة؟ قال لي: لا أرضا، قلت له : لكن شف أنا أبعطيك (110 ريالات) لكن عندي (شرطان) قال ما هما؟ قلت: أولاً تسلم السيكل للهندي الآن، وثانياً : الحين نذهب أنا وأنت إلى أبيك لبيتكم وتصالحه، وتصافح أباك وتقبّل رأسه، قال لي : خلاص موافق... وذهبنا وأعدنا السيكل إلى صاحبه المسكين، ثم ذهبنا إلى منزل الشاب وطرقت الباب وخرج الأب وسلمت عليه، وقلت له : ابنك يتأسف ويطلب منك المعذرة والصفح عنه قال لي : أين هو؟ قلت: إنه راكب معي في السيارة، ثم ناديت الابن واتجه الابن إلى أبيه وقال له : أنا أسف أرجو منك المعذرة يا أبي وسامحني ... فبكا الشاب، وتعانق الابن والأب بحرارة وظل عناقهما لفترة طويلة !!
ودخل الابن المنزل في حفظ لله ورعايته من الذئاب البشرية ... وقدّم الأب شكره لي، قلت له : لا شكر على واجب هذا ابنك أعتبره أحد أبنائي، وأنصح جميع الشباب الوطن بطاعة الوالدين؛ لأن المجتمع مليء بمن يصيد شباب الوطن وخصوصاً الذين بزهرة الشباب .
"ودمتم سالمين"
العرض الشجري