منــــذ أن استهـــــل نــــور هـــذا الــــدين صـــارخاً في مكــــة مبشــــراً بحضــــارة انســــانية قادمــــة للعــــالم ، يصـــدع كالمنــــارة المتوهجــــــة بالحــــق في زمـــن الظــــلام والإنحطــــاط ، وتلقفـــه النــاس يتهافــــتون على حجــــره ، وينضـــبون مــن معـــينه ، لــم يبرح احفــــاد عمـــرو بن لحــي في تلــك البقعــــة يستبــــدون الضعفـــاء ويسومونهــــم ســــوء العــذاب ليتركـــوا مـــاهم علــــيه ويرجعــــوا إلى الكفــــر بعــد أن أنقـــذهم الله مــــنه ، وقـــف بعضــــهم صــــابراً محتســـباً بلســـــان
إقـــض ما أنــــت قـــاض إنمــا تقضـــي هــــذه الحــــياة الدنــــيا ( ) إنّآءامــــنا بربنـــا ليغفــــر لنــا خطـــآينا ...... } ، والبعـــض الآخــــر مــن المستضعفـــين لم يستطـــع الوقـــوف والصمـــود فأمرهـــم - البشــــير النذيـــــر - بالإرتحــــــال إلى الحبشـــــة فإن بهـــا حاكماً لا يظلــم أحـــد ؛ حتى يُحـــدث الله بعــد ذلك أمـــرا ...
فكـــــانت الحبشــــة في تلك الأثنـــاء : دارُ إيـــــواءٍ ومأكـــــل ، وكانـــــت مكــــة : دارُ إيمــــــان وصــــبر ، فلمـــا هاجـــر المصطفــى - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينـــة ، أًصبحـــت المدينــــة دارُ إيـــواءٍ وإيمـــــانٍ ونصــــرة ، ..
وكـــــــذلك الحـــــالً هـــو اليـــــوم ، وأرجوا أن لا أكــون من المنظــــرين فقـــط ، ( الذين يهرفون بما لا يعرفون ) ، إلا أنها ســــنن الله الكونـــــية التي لا تتغـــــير ولا تتبـــــدل ، والله هو من يعيد التاريخ ....:
فغــــزةَ اليـــــوم هـــي دارُ إيمــــان ونُصـــرة ، والضفـــة وغيرها إنما هي دارُ إيــــواء ومأكـــــل ..
وستصبـــــح غزة - بمشيئة القادر - : دارُ إيـــواءٍ ( لا خــوفَ فيها ) ، وإيمـــان ( لا شكَّ منها ) ، ونصـــرةُ ( لا مــــريَةَ حولها )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
- وتبقى أنها خواطرٌ جاشت في خلدي ، فما برحت مكانها حتى خرجت
موضوعاً كونته الأحرف والكلمات ..
فعذروا خطئي ، وتجاوزا عن خللي ..
فإن وفيتُ فذاك حقٌ في عنقي ...... وإن أُقصر لأنتم أهلُ إعذراي ..
.
.
.
.
.
بقلمــي ( خطَّــاف )
محبكم /
- صهيــل الأقــلام -