.
.
[align=center]أبنــاء .. [ تَحُفـهُم قُــلُـــوبٌ آبَائِهمُ القَاسِيَــة ]
في مساء هادئ سمعت رنين هاتفي الجوال .. ياتُرى من يكون !!
[align=right]ضغطت الزر الأخضر معلناً الإجابة على المتصل : سم الله يحفظكـ
تسلم السلام عليكم
وعليكـ السلام ورحمة الله
هذا جوال فلان
أجبته بأنه هو محدثه
قال بإختصار وبعد أن عرفني بنفسه : ودنا نتقابل اليوم .
فأخبرته أن مجلسنا فاتح أبوابه بعد صلاة العشاء .[/align]
لقد أحسست أنه ينتظر قدوم العشاء بأحر من الجمر .. فبعد الصلاة مباشرة وقف أمام منزلي .. ومن علامات وجهه رأيت المتاعب عليه .. أخبرت والدتي حفظها الله بأن جهزي لنا بعض القهوة قبل العشاء .
وبعد جلوسنا .. بدأ يطلق علي وابلاً من الهموم والغموم .. حتى أعياهـ التعب فأجبته بأن كفاية ما جرحت ..
نظرت إليه باستغراب فقلت له :
بالله عليكـ هالجسم النحيف يحمل كل هالهموم .. فقال ضاحكاً : تعال لبيتنا تشوف أشياء عظيمة ..
(هنا تنتهي القصة وأبدأ بسرد مالدي )
لقد رأيت عجائب هؤلاء الآباء .. الذين يظهرون الرحمة ويخفون القسوة ..
كم من شاب حطم مستقبله بأفعال والدهـ .. بل وكم من شاب أهدر حياته بتصرفات والدهـ .. وكم من والدٍ وقف عتبة في وجه ابنه لبناء مستقبله ..
كل هذهـ الشرائح رأيتها بنفسي .. كنت أسمعها فأقول قصص وهمية .. أو حكايات عاطفية .. أو " سباحين عجز " !! ولكني أقف الآن عليها بنفسي ..
والد يحمّل ابنه مالا يطيق .. وحينما تفاتحه لعله يخفف عنه قال : " خله يطلع رجل " !!
وأنا أخشى أن لا يكون رجلاً ولا مجنوناً .. لأنه سيهلك بفعل المشاق .
وهنا شاب من يراهـ يقدر عمرهـ بأواخر العشرينات .. وهو يدرس بالصف الثاني ثانوي .. ولكنه يقول :
بعد خروجي من المدرسة أذهب للغداء وبعد العصر أذهب لمحل والدي حتى الساعة الثانية عشر ليلاً ..
سؤال هنا .. متى سيرفه هذا الشاب عن نفسه ؟!
يقول أحد الأباء بلهجته العامية " خله يحس اللي كنا نحس فيه زمان "
عجباً والله .. يحاسبون أبنائهم .. بأخطاء غيرهم .. نزع الله قلباً ليس فيه ذرة رحمة ..
الشاب كالزهرة .. لا بد أن تسقيها وتحافظ عليها في بداية حياتها .. حتى تُعطيكـ من ريحانها الطيب حينما تعتمد على نفسها .
أخيراً فما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان
"مقال يعبر عن واقع كثير من الشباب ليس من المهم أن يكون منطبق على كاتبه"
محبكم
الــبــاســل[/align]
.
.
[/align]
العرض الشجري